الباب الحادي عشر)
الكهربا جات : عروس البحر تغير ثوبها للوافد الجديد
رغم ان الطبيعة قد وهبت بورتسودان عروس الشرق من اسباب الحسن والجمال ما يمكنها من بذ كل المدائن , الا ان المدينة عرفت بافتقارها للمياه والكهرباء الكافية , وظل الكثيرون من الاهالي يغادرون مدينتهم الساحرة خلال فترة الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة والرطوبة , وفي مجال الكهرباء تصنف كهرباء بورتسودان ضمن قائمة التوليد خارج الشبكة اي ان المدينة تعتمد علي التوليد المحلي الذي فشل رغم الجهود الحثيثة في الايفاء باحتياجات المدينة التي تتحول عند انقطاع لتيار الي جنريتر ضخم يلوث البيئة والسمع معا , ان عدد المنازل التي لا تنعم بالامداد الكهربائي يبلغ (165330) منزلا مقابل (21030) منزلا تنعم بالامداد وبذلك فان 15% من اهالي المدينة فقط هم الذين ينعمون بالتيار المقطع هذا , والمدينة التي تملك من مقومات الصناعة ما تتفوق بع علي جميع المدن يقعدها فقرها للامداد للحد من توفير التيار للقطاع الصناعي الذي لا تتجاوز نسبة الكهرباء الموجهة اليه (17%) من انتاج محطة المدينة ورغم توفر مثومات الزراعة خاصة المحاصيل الشتوية فلا توجد بالبحر الاحمر الا (13) مشروعا زراعيا , اما الكنوز التي تحتويها سلسلة جبال البحر الاحمر من معادن فرصيدها صفر .
ان المار بشوارع المدينة تلفت نظره هذه الاعمدة المتاكلة سواء من الحديد او الاسمنت وكادت الشهقة ان تغتالني عندما لفت احدهم نظري للعمود الذي اقف اسفله فهو ليس قابل للسقوط ولكنه قابل للتفتت خلال ثوان ,
قراءة في واقع الامداد بالاحياء السكنية
كانت منطقة وسط المدينة تنعم بالامداد الكهربائي في احياء ديم مدينة ، حي العظمة ، دبايوا ، ديم سواكن ، ديم جابر ، الامان ، بدر ، الميرغنية ، دارالنعيم ، الروابي ،هبيلا ، دارالسلام ،الصداقة و ديم كوريا .
ديم عرب
في ديم عرب حدثني محمد موسي محمد قائلا ان الكهرباء تعني الحياة الكريمة والاستقرار وتعليم الاولاد وتوفير مقومات الحياة الكريمة وتشييد شبكات الكهرباء وادخالها في كافة اطراف المدينة يعني ازالة الكثير من اسباب الغبن الذي يحسه مواطن لمنطقة , وحول استقرار الكهرباء في اعادة الحياة لقطاع الزراعة يري محمد موسي ان وصول التيار للقطاع الزراعي يعني تشييد مزارع الدواجن والالبان فهناك الاودية بين الجبال التي يحتوي باطنها علي المياه الصالحة للزراعة واتوقع ان تشهد السنوات القليلة القادمة عودة القطاع الزراعي للمساهمة في تحسين الاوضاع .
دارالسلام
عبدالرحيم محمد علي من اهالي دارالسلام تحدث قائلا ان هنالك لجنة لانارة الحي والمواطنون يتشوقون لوصول التيار ويتسائلون عنه لتغيير حياتهم للافضل وتوقع عبدالرحيم حدوث تحول هائل بعد الدخول في الشبكة القومية خاصة بضواحي جبيت اراضيها الزراعية الخصبة مطالبات التعجيل في الخروج بالضغط العالي للمناطق الطرفية خاصة في الجنوب والشمال .
ويري المهندس الزراعي عبداللطيف ابراهيم عبدالجليل ان هنالك مساحات شاسعة قابلة للاستزراع كما يمكن التوسع في مزارع الاعلاف لمقابلة احتياجات الثروة الحيوانية المعدة للصادر واشار عبداللطيف الي ان وصول امداد الكهرباء يعني زيادة الرقعة الزراعية لامكانية رفع المياه بواسطة الموتورات العاملة بالكهرباء , كما ان وصول الامداد يني تمكين الحجر الزراعي من تشييد حدائق العزل النباتي التي توفر التامين لحماية البلاد خاصة ان مباني الحجر الزراعي الراهنة بابي حشيش تعاني ضعف الامداد الكهربائي ما يعيق اعمال العمل والاعمال المكتبية الاخري ما يتطلب استخدام مولدات الديزل وبالتالي صرف الاموال علي الوقود والاسبيرات بدلا عن توجيهها للبحوث وتطوير العمل
سلالاب
يعتبر حي السلالاب من اكبر الاحياء بمدينة بورتسودان وفي داخل الحي التقيت عبدالله ادريس شريف الذي قال ان قطوعات الكهرباء ظلت تشكل هاجسا لاهالي بورتسودان وقد يبدو الحديث بعيدا عن الواقع لو قلنا ان حصة الحي من الانارة كانت ليلة واحدة في الاسبوع وفي الشهور الاخيرة حدث استقرار في الامداد بسبب الجهود التي بذلتها الهيئة القومية للكهرباء والتي بدات بصيانة المحطات فتراجعت الاعطاب والقطوعات بنسبة كبيرة جدا ولا وجه للمقارنة .
وحول دخول المدينة في الشبكة القومية يري شريف ان ذلك التوجه يعني بروز مناشط اقتصادية وصناعية كبيرة كما سيشهد التعليم بالمنطقة قفزات كبيرة كما ان استقرا التيار يعني القدرة علي مواجهة الرطوبة القاتلة التي تتميز بها المنطقة لقربها من البحر واهم من كل ذلك تعضيد الوحدة الوطنية اضافة لما يشكله وصول الامداد من زيادة الرقعة الزراعية في اربعات وطوكر ما يمكن الولاية من المساهمة في توفير الامن الغذائي . ووصول الامداد الكهربائي وساتقراره يشجع تجار الخضروات من توفير كميات شحناتهم نحو بورتسودان ما يخلق حالة من الوفرة التي تؤدي لخفض اسعار .
حي ولع
في حي ولع حدثني احمد علي بدالرحيم قائلا ان هنالك معاناة شديدة لعدم توفر الامداد الكهربائي وعليك ان تعلم بتكلفة اللمبة الواحدة لدي اصحاب المولدات اذ تبلغ ستة الف جنيه عن الفترة من السادسة حتي الحادية عشرة ليلا وهي بذلك تشكل عبئا اقتصاديا علي الاسرة , ان وصول الامداد بمثابة الامنية لدي الاهالي اذ ستتمكن من استغلال كافة الادوات الكهربائية اللازمة كما ان الرطوبة العالية وجيوش الباعوض يمثلان بعبعا في ليالي المدينة .
دبايوا
احمد محمد البدري من اهلي دبايوا قال ان هنالك مشكلة في الامداد رغم التحسن الكبير الذي شهدته كهرباء المدينة في الفترة الاخيرة ونتمني ان يصل الامداد من الشبكة القومية اليوم قبل الغد لتغيير حياة الناس للافضل فالامداد الكهربائية رحمة للناس في كافة اسباب معاشهم .
ديم النور
مصطفي الزين محمد فضل من مواطني ديم النور قال لي كانت احوال الاهالي بالحي سيئة للغاية لعدم توفر الامداد الذي بدانا نتلمس سبل ايصاله منذ 1982 عندما تم تكوين لجنة كهرباء ديم النور في مربعات 4و5و6 ولكننا ظللنا نلقي التجاهل الذي جعل المواطن يحس بالتهميش من قبل كبار المسئولين علي مستوي المركز , كنا نحس بالظلم رغم مشاكل الاعطاب الكثيرة ولا يخفي المواطنون مرارة الاحساس بانهم مواطنون من الدرجة الثانية ظل هذا الواقه حتي قبيل سنوات فتحركنا مرة اخري ووجدنا في هذه المرة التجاوب من المسئولين بالكهرباء ممثلة في المهندس مصدق وعماله الذين تجاوبوا وفقا لفسلسفة واستراتيجية الهيئة في الخروج بالامداد الكهربائي لكل اهل السودان وها نحن قد اكملنا 70% بمربع 6 و50% بمربعات 5و4 وقد توقف العمل بسبب عدم ايفاء حكومة البحر الاحمر استحقاقات الهيئة من الاعمدة التي سبق ان قامت بتوفيرها , علما ان الولاية التزمت امام مواطنيها بتوفير الاعمدة والاهالي ينتظرون ايفائها بالعهد . وقال مصطفي الزين ان الكهرباء القومية امر عظيم بيد انها ستكون بلا طعم ما لم تكتمل شبكة الحي ,
هيا
في هيا حدثني احمد محمد الطاهر قائلا ان اهالي المدينة يعتمدون حاليا علي مولدات الديزل واغلب المنازل لا تنعم بالتيار عدا مساكن السكة حديد , واهالي هيا يتشوقون للامداد وتم تكوين لجنة للكهرباء التي تعتبر المدخل لتغيير حياة الناس للافضل كما توجدحول المدينة مساحات واسعة من الاراضي القابلة للاستصلاح الزراعي
الي اربعات
منطقة اربعات هي مصدر مياه الشرب الرئيسي لمدينة بورتسودان وتقع في منطقة جبال البحر الاحمر علي بعد حوالي (35) كيلومتر عبر الطرق الترابية ذات الرمال الكثيفة وتستغرق الرحلة الي اربعات حوالي الساعة والنصف بعربات الدفع الرباعي فغادرنا المدينة عبر حي السلالاب مرورا بالوحدة والزرائب , كنا في بداية سيرنا نمرة بمحازاة خط (11) كيلوفلوت الذ يتجه نحو الوديان لاستخدامه في رفع المياه الجوفيه , واضافة الي المضخات المنتشرة في بطن الوادي الواقع بين الجبال اتجهنا حتي خزان اربعات الذي تم تشييده لحفظ مياه السيول والشلالات وبالخزان وجدنا العمال المعنيين بصيانة الخطوط والطلمبات وخراطيش سحب المياه والعمل هنا يتم بطريقة بدائية حدثني اوهاج محمد هيكل مسئول العمال قائلا انهم يتشوقون لوصول الامداد لتغيير نمط العمل لان الرافعات الكهربائية تعمل بطاقة اكبر كما يمكن انتاج الكميات الكافية للمدينة كما يمكن زراعة مساحات شاسعة من الاودية .
الزيارة للخزان كشفت عن جهود كثيفة للعمال خاصة في الصيانة والخطوط خاصة انهم يعملون طريقة يدوية في ملء خراطيش المياه ويضطرون لقطع اشجار المسكيت والحشائش المسببة للحساسية ووصول الامداد يعني ازالة هذا العبء العظيم عن هذه المجموعة التي تستحق التكريم . ومن خور اربعات حدثني سيدي عيسي هيكل قائلا ان وصول الامداد يعني تغيير الواقع الماساوي لانسان المنطقة باستزراع مساحات واسعة باودية اربعات الممتدة من سلسلة الجبال حتي البحر خاصة ان التجربة التي شهدتها المنطقة عندما قامت منظمة الساحل بتغيير حياة الكثيرين عندما منحتهم الوابورات رغم التكاليف العالية لها
الكهرباء ومياه بورتسودان
سالت المهندس محمد طاهر عبدالرحيم من ادارة مياه بورتسودان عن الاثر المرتقب للكهرباء علي قطاع مياه بورتسودان فحدثني قائلا توجد بمدينة بورتسودان (3) محطات للتوليد بطاقة انتاجية تبلغ(15) الف متر مكعب في اليوم تعمل بمولدات الديزل وبالتالي فان المولدات تشكل عبئا ماديا اذ يمثل الصرف علي المولدات (70%) من تطلفة التشغيل وبالتالي فان وصول امداد الشبكة القومية يؤدي لتقليل الصرف ما يمكن من تشييد محطات تحلية جديدة والمساهمة بالحد من ازمة مياه المدينة
وحديث لمديرتوزيع بورتسودان
المهندس مصدق سليمان علي مدير توزيع بورتسودان حدثني قائلا ان الشبكة داخل مدينة بورتسودان ظلت تعاني اسباب التعرية البيئية وباتت تشكل خطرا علي المواطن ما حتم علي الهيئة القومية وضع استراتيجية عاجلة لمواجهة الموقففكانت الخطوة الاولي الوقوف علي الاسباب بقية ايجاد الحلول والمعالجات وكانت ثمة ملاحظة هي ان الموانئ حول العالم لا تواجه مشاكل مماثلة وبالرجوع للنظم المعمول بها في تلك الموانئ تم التوصل لمواصفات التوصيلات بالمناطق الساحلية فقامت الهيئة باتخاذ جملة من التدابير كانت اولاها ايقاف تصنيع الاعمدة بالمدينة لانها تحتوي علي ذات مسببات العلة وهي ارتفاع نسبة الملوحة في مدخلات التصنيع ما يجعلها سريعة التاثر بدرجات الرطوبة العالية والاملاح العالقة فكان القرار الاول ان يتم تصنيع كل الاعمدة خارج المدينة ثم نقلها للمواقع بالمدينة مع عمل المعالجات الكيماوية التي تؤخر تاثر الاعمدة بالعوامل البيئية وقد تم اتخاذ ذلك القرار في العام 2004 واعقب ذلك التوجه قرار قضي باستخدام الاعمدة الخشبية لانها اطول عمرا واكثر سلامة علي المواطن .
ومضي المهندس مصدق للقول انه الهيئة ولمعالجة امر الاعمدة قامت باستيراد (16,100) عمود خشب من فنلندةوتم استبدال (6) الف عمود من الاعمدة المستهدفة للاستبدال والبالغ عددها (15) الف عمود ويجري العمل باضافة (5) الف عمود في السنة الجارية .
وفي مجال الاسلاك فقد طلبت الهيئة عينات من السبائك قليلة التفاعل مع الاملاح ولاضافة المزيد من الكفاءة والسلامة تم عزل الاسلاك بمواد بلاستيكية تمنع تراكم الاملاح وتجمع لرطوبة حول السلك وقد بدا العمل بهذا التوجه في العام 2005
وفي رده علي سؤالي هل جاءت التوصيلات الجديدة معافاة من العلل القديمة يجيب المهندس مصدق سليمان انه تم ايقاف كل الاعمال غير المطابقة للمواصفات منذ العام 2005 وبالتالي فقد جاءت كل اعمال التوصيلات التي تمت حديثا مبراة ومؤمنة من المخاطر وحول عجز الهيئة الايفاء بطلبات الاحياء في السنوات السابقة يقول مدير توزيع بورتسودان ان المنطقة كانت تعاني من محدودية الطاقة المتاحة والتي كانت بالكاد تفي نسبة (35%) فكان ان تعذر الايفاء باحتياج البقية , وقامت الهيئة باعداد درسات لامداد (18) مربع بالتيار لعدد (10) الف منزل مع دخول المدينة الشبكة القومية وذلك كخطوة اولي لانارة كافة احياء المدينة خاصة ان العمل اكتمل في (3) محطات تحويلية بسعة اجمالية تبلغ (80)ميقافولت امبير وستتم خلال الايام الايام القادمة تركيب المفاتيح الرابطة بين الشبكة الداخلية للمدينة والشبكة القومية وسعة هذه المحطات تمكنها من الايفاء باحتياجات المدينة طيلة الاعوام الخمس القادمة وهنالك المشاريع طويلة الاجل التي اكتملت دراساتها لاستيعاب طاقة اضافية للمدينة في حدود (350) ميقاواط . وعن مدن الولاية الاخري يقول المهندس مصدق مدير كهرباء بورتسودان انه بالنسبة للقطاع الجنوبي الذي يشمل سنكات هيا وسواكن وطوكر فقد اعدت الهيئة القوميوللكهرباء الدراسات الفنية وتنبات بالحمولات المتوقعة لهذه المدن واكتمل التصور الفني ووضعت ضمن برامج الخطة طويلة المدي ,
وتقديرا للامتدادات العمرانية المتسارعة بالمنطقة الشمالية قامت الهيئة القومية للكهرباء بوضع درساة شرعت في انفاذها وقضت بانشاء خط ناقل بجهد (220) كيلوفولت يمتد لشمال بورتسودان بطول (30)كيلومتر بمحطة 220/33/11 كيلوفولت تخرج منها الخطوط علي مستوي (33) كيلو وعلي مستوي 11 لتتجه الخطوط شمالا نحو اربعات وولع ما يمكن من استغلال المياه الجوفيه بصورة اكبر لاغراض الشرب والزراعة .
ان المدينة - والحديث لمدير توزيع بورتسودان – واعدة واثار الكهرباء فيها واضحة في الحراك اليومي وبعد تلمس المواطنين للاستقرار الذي لمسوه في العام الاخير ولترقبهم الدخول في الشبكة القومية ارتفعت اسعار لعقارات والاراضي والايجارات كانت سمة المدينية الهجرة للمناطق الاخري والذين يغادرون المدينة في الصيف لايقلون عن (50%) من السكان ان مؤشرات الاستخدام المنزلي تنفض بالمدينة في الصيف عقب اغلاق المدارس ما يتعبر مؤشرا لخروج عدد معتبر من العملاء وما حدص في صيف 2008 عكس ذلك بسبب ما شهدته المدينة من استقراردفع بالاهالي للبقاء في المدينة خلال حقبة الصيف وهذا يعني ان وصول امداد الشبكة القومية سيحدث استقرارا بالمدينة .
(الباب الثاني عشر)
لانارة كردفان والتمدد نحو دارفور
ابراج الخير والتنمية تصل عروس الرمال وبدء تشييد المحطات
كانت وجهتنا هذه المرة كرفان الغرة غادلانا اليها في السابع والعشرون من فبراير بغية الوقوف علي ما وصلت اليها اعمال الشد في ابراج الضغط العالي وما وصلت اليه الاعمال المدنية للمحطات في الابيض وغيرها وقبل ان نعمد للالتقاء بالاهالي قررنا الجلوس للمهندس احمد الطيب محمد توم مدير توزيع كهرباء الابيض ليحدثنا عن المشروع حتي اذا التقينا بالمواطنين نقلنا اليهم ما سمعنا من حديث بشريات
ابتدر المهندس احمد الطيب حديثه بفزلكة تاريخية لتاريخ كهرباء الابيض حيث قال ان خدمات الكهرباء بالابيض بدات في ثلاثينات القرن الماضي بمولدات ذات طاقة محدودة بهدف امداد المناطق الاستراتيجية والخدمية بالمدينة , ثم زادت الطاقة التوليدية بالمدينة لتشمل القطاع السكني وذلك وفق وتيرة متصاعدة لمقابلة الطلب المتزايد حتي وصلت جملة الانتاج (15)ميقاواط في العام 2008 .
ورغم الزيادة في الطاقة الانتاجية كان ولا زال هنالك فاقد في الايفاء باحتياجات المدينة وتصل نسبة العجز الي 55% في القطاع السكني مع ملاحظة ان المنطقة تشهد نموا صناعيا ويتجاوز الفاقد في هذا القطاع 60% مما دفع بالهيئة القومية لوضع وتنفيذ مشروعات جديدة قضت بربط المدينة ومدن الولاية بالشبكة القومية كحل جذري لاستقرار واستدامة التيار وبدا تنفيذ اعمال الشد التي تمت بنسبة 90% ونتوقع الانتهاء من الشد حتي مارس 2009 .
في مجال المحطات تشمل الاستراتيجية تشييد محطات ام روابة التي نتوقع وفقا للجدول الزمني استلامها في 30 يونيو 2009 وقد بدا العمل بها في 2-7-2008 وهنالك محطة الابيض الرئيسية بالجهد 220 كيلوفولت التي بدا العمل بها في نوفمبر 2008 ونتوقع دخولها في سبتمبر 2009 وهنالك محطة فرعية 33/11 لمدينة الرهد وقد بدا العمل المدني بالمحطة في يناير 2008 .
بالنسبة لمدينة الابيض حاضرة الولاية فمن المتوقع قيام ثلاث محطات فرعية داخل المدينة لتلبية الطلب بالمدينة والقري المجاورة , مدير توزيع الابيض كشف ان عدد المشتركين في حالة تصاعد متواصلة فبنما كان عددهم في 2003 (16,000) الف مشترك فقد بلغ في 2008(22000) مشتركا بنسبة زيادة بلغت (37,5%) خلال خمس سنوات .
في محطة الابيض التحويلية
في محطة الابيض التحويلية وجدنا العمل الصينيين في حالة عمل دائم لاكمال اعمال الهندسة المدنية وحدثني المهندس مبارك فرضي مسئول المحطة ان المحطة شيدت لاستقبال الخط الناقل (220) كيلوفولت القادم من ربك وتتكون المحطة من محولين سعة الواحد منهما (100) ميقافولت امبير وتجري حاليا اعمال الهندسة المدنية التي تجاوز الاداء بها 75% وبانتهاء اعمال الهندسة المدنية في مايو المقبل ستبدا اعمال تركيب الاجهزة والمعدات الكهربائية خلال ثلاثة شهور تكون المحطة بعدها قابلو لاستقبال الجهد القائم .
الابيض الفولة
تقوم استراتيجة الهيئة علي تشييد محطة توليد بمنطقة الفولة لتوليد (500) ميقواط لامداد ولايات دارفور وسيتم ربطها بالشبكة القومية عبر ابراج الضغط العالي (220) كيلوفولت عبر الابيض وقد تزامن بدء العمل في المحطة بالفولة مع اعمال المسح لخط الابيض الفولة منذ منتصف فبراير الماضي
(الباب الثالث عشر)
قياس الراي العام
خلال رحلة اعداد هذا الكتاب بين الولايات والتي تجاوز طولها (10000) عشرة الاف كيلومتر امتدت شمالا حتي ارقو وشرقا حتي كسلا وبورتسودان وجنوبا حتي كرن كرن وغربا حتي الابيض استفتيت خلالها اكثر من (3) الف مواطن في العديد من النقاط وجاءت اسئلتي علي النحو التالي :
- هل كنت تتوقع وصول الامداد الكهربائي للقرية ؟
- هل كانت القرية جاذبة قبل وصول الامداد؟
- هل حدثتك نفسك بهجر البلدة ؟
- هل كانت القرية تنعم بامداد مائي مستقر؟
- هل سعي الاهالي لعمل شبكات مياه بعد وصول التيار الكهربائي ؟
- هل شهدت القرية تخطيطا قبل وصول الامداد ؟
- هل صاحب كهرباء البلدة تخطيط رسمي ؟
- هل تتوقع تحسنا في اقتصاديات الاهالي ؟
- هل تاثرت البيئة السكنية بوصول الامداد؟
- هل تلحق الكهرباء تحسنا في مستوي المعيشة بين الاهالي؟
- هل تحسنت نتائج التلاميذ بعد الامداد ؟
فجاءت نتيجة الاستقصاء علي النحو التالي :
- 90% من المواطنين لم يكونوا يتوقعون وصول الامداد الكهربائي لقراهم .
- 65% من الشباب اجمعوا علي انهم كانوا يزمعون هجر القري والبلدات لعدم
مقومات الحياة .
- 76% من القري والبلدات كانت تعاني من مشاكل الامداد المائي
- 78% اكدوا مساهمة مشروع الكهرباء في تخطيط قراهم وفق احدث النظم
- 85% اكدوا ان الكهرباء تساهم في تحسين اوضاعهم الاقتصادية
- 38% اكدوا ان منازل القري قد طالها التحسين .
- 64% من المواطنين يرون ان الحياة بالقري غدت جاذبة للاستقرار
- 85% من الاهالي اكدوا ان للكهرباء دور في ترقية مستوي المعيشة
- 32% من المواطنين وفروا جزء بعض من الادوات الكهربائية
- 63% اكدوا انهم باتوا يؤدون صلاة الفجر في جماعة بفضل مكبرات الصوت .
- 73% من المواطنين يؤيدون البدء فورا في تشييد شبكات المياه
- 80% من تلاميذ الشهادة السودانية ومرحلة الاساس اكدوا الكهرباء ساوت فرص
النجاح بين تلاميذ الريف والحضر
النتائج التي خرجت بها تتوافق وتلك الدراسة الاستقصائية التي قام بها البنك الدولي والتي قاست الآثار الاجتماعية الاقتصادية لكهربة الريف ببنقلاديش و جاءت قراءة نتائجها علي النحو التالي :
- الوقت الذي يمضيه الطفل في القراءة/الدراسة يحتمل أن يزيد بنسبة 6 في المائة باستخدام الإضاءة الكهربائية مقارنة باستخدام مصباح كيروسين أو بطارية جافة.
- زيادة استخدام الكهرباء في المنزل يؤدي إلى انخفاض بنسبة 20 في المائة في عدد الأيام المدرسية التي يخسرها الأطفال بسبب المرض، مقارنة بالمناطق غير المزودة بالكهرباء؛
- استخدام الكهرباء في المنزل يتيح وقتا أطول بنسبة 18 في المائة يوميا للاستماع إلى المذياع ومشاهدة الفضائيات مقارنة بالمناطق غير المزودة بالكهرباء
- الوقت الذي تستغرقه الأعمال المنزلية ينخفض بنسبة 6 في المائة في المنازل المزودة بالكهرباء مقارنة بالمنازل غير المزودة بالكهرباء
- استخدام الكهرباء في المنزل يزيد معدل انتشار ممارسة أنشطة الأعمال في المنزل بحوالي 8 في المائة مقارنة بعدم استخدام الكهرباء في المنزل.
هذه الاسئلة والاستفسارات
بعد عودتي من جولاتي بمختلف الولايات وبعد مشاهداتي لهذا الكم الهائل من القري والبلدات التي ستنضم لشبكة الهيئة القومية للكهرباء كان لابد من البحث عن الاجباة لعدد من الاسئلة والاستفسارات اهم :
هل تملك الهيئة القومية للكهرباء من قدرات التوليد ما يمكنها من الايفاء بطلبات الملايين من الزبائن الجدد في مختلف قطاعاتهم وانشطتهم السكنية والزراعية والصناعية وغيرها من الانماط الجديدة ؟ وهل تملك الهيئة من القدرات ما يمكنها من توفير الامداد علي مدار الساعة خاصة ان طول شبكتها بات يتجاوز (17) الف كيلومتر ؟ وبطريقة اخري ياتي التساؤل ان هذه الخطوط تمر بمناخات متعددة فيه الصحراي حيث تمتد الكثبان الرملية بطريقة يومية وهنالك الخطوط العابرة لسلسلة الجبال كما في البحر الاحمر وهنالك الخطوط التي قد تعزلها الخيرن العميقة في مناطق السافنا الغنية كما هو الحال لخطوط مثل سنجة الدالي المزموم وخط سنجة كركوج اللكندي ام درمان فلاتة وخطوط مشروع السوكي الزراعي وخطوط كهرباء المناقل كلها مناطق يتعذر الوصول اليها في فصل الخريف فهل تملك الهيئة من اسباب استمرار التيار لهذه المناطق ؟
(الباب الرابع عشر)
الكهرباء : حقائق وارقام
صناعة الكهرباء بالسودان وميلاد الهيئة القومية
عرف السودان صناعة الكهرباء منذ العام 1908 عندما تم تركيب اول مولـد ديزل يعمل بالبخار بطاقة 100 كيلواط رفعت إلى 500 كيلواط وذلك بمنطقة برى بالخرطوم وعندما زاد الطلب على الكهرباء إضافة الى الحاجة الى خدمات المياه بمدن العاصمة القومية (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان) تعاقدت حكومة السودان عام 1925 مع مجموعة من الشركات البريطانية ولمدة ثلاثين عاماَ لتطوير خدمات الكهرباء والمياه والمواصلات معاً داخل العاصمة القومية فأنشات شركة النور والمياه، وبعد تأسيسها تم استبدال وحدات التوليد القائمة باخرى سعة 3000 كيلواط بمحطة توليد برى.
فى عام 1952 إشترت حكومة السودان جميع اسهم شركة النور والمياه مع استمرار الشركة في إدارة المرفق و من ثم وضعت خطة لتطوير محطة برى وتم التعاقد على تركيب اربعة مولدات بخارية بسعة إجمالية 30 ميجاواط شُغّل أولها عام 1956 والثاني في عام 1958 والثالث والرابع فى عام 1961وفي عام 1960 أصدرت الحكومة الوطنية قانون الإدارة المركزية للكهرباء والمياه تحت إشراف وزارة الاشغال، كما بدأت الحكومة فى تقديم خدمات الكهرباء والمياه إلى المدن الكبرى الأخرى فى البلاد فى شبكات محلية تحت الإشراف المباشر لوزارة الاشغال.
بحلول عام 1962 تم تشغيل أول محطة مائية لتوليد الكهرباء من الخزان القائم على النيل الأزرق عند مدينة سنار بسعة 15 ميجاواط كما بدأت الخطوة الاولى فى إنشاء شبكة النيل الازرق بجهد 110كيلوفولت للربط بين مدن سنار ومدنى والخرطوم نواة الشبكة القومية الحالية وفي عام 1963 وصلت الطاقة المولدة بالإدارة المركزية للكهرباء والمياه الى 42 ميجاواط وطاقة محطات وزارة الاشغال الى 14 ميجاواط.
تواصلت الجهود لترقية الاداء في هذا القطاع الاستراتيجي وفي عام 1966 صدر قانون الهيئة المركزية للكهرباء والمياه لتقوم مقام الإدارة المركزية للكهرباء والمياه، وتحت مظلة هذا القانون كُوّن مجلس إدارة خولت له سلطات تنفيذية وإدارية ومالية ويرأس المرفق مدير عام. وفى عام 1971 تم ضم المرافق التابعة للاشغال للهيئة المركزية للكهرباء والمياه لإدارة خدمات الكهرباء والمياه على نطاق القطر تحت اشراف وزير الطاقة والتعدين.
بصدور قانون الهيئة القومية للكهرباء عام 1982 تم فصل خدمات المياه عن الكهرباء.
- إعتمدت الهيئة القومية للكهرباء ومنذ عهد الهيئة المركزية للكهرباء والمياه فى العام 1966 خطة طموحة لمقابلة الطلب المتنامى على خدماتها حيث نجحت الدولة والهيئة في استقطاب التمويل اللازم لزيادة مواعينها فى التوليد والنقل والتوزيع حيث تم تخطيط مرحَلي لإحتياجات الهيئة في شكل خطط عرفت بمشروعات الطاقة من الاول فى 1967 حتى مشروع الطاقة الرابع فى1994 تم تمويلهامن بيوتات تمويل عالمية وأقليمية علاوة على المكون المحلي.
أضافت هذه المشروعات للشبكة القومية 280 ميقاوات توليد مائى من خزان الروصيرص على النيل الأزرق بدايةً من أول ثلاث وحدات عام 1972 وإنتهاءاً بالوحدة السابعة فى عام 1989. كذلك ومع نهاية مشروع الطاقة الرابع تمت إضافة 255 ميقاوات حرارى فى محطتي الشهيد وبرى وكذلك 90 ميقاوات للشبكات المحليه بمدن الأقاليم خارج الشبكة القومية, هذا بالإضافة الى آلاف الكيلومترات من خطوط النقل ذات الضغط العالى والمنخفض وإمتدات وتحسينات فى شبكات التوزيع وإعادة تعمير وحدات التوليد العاملة وقاطرات سكك حديد خاصة لنقل الوقود.
ولظروف الدولة فقد تناقص التمويل للهيئة وبدأت الفجوة تزداد ما بين الطلب والمتاح من الطاقة الكهربائية حيث توقفت إضافة سعات جديدة إلي الشبكة القومية.
بعد استغلال البترول فى العام 1999 تحسن ميزان مدفوعات الدولة والذي سمح للهيئة بقفزة كبيرة أضافت محطتي توليد قري 1 دورة مشتركة وقري 2 غازية بطاقة 330 ميقاواط ومحطة جبل أولياء المائية على النيل الأبيض بطاقة 30 ميقاواط أوصلت سعة التوليد إلي 1007 ميقاواط حتى العام 2004 مقارنة بالعام 1992 حيث توقفت سعة التوليد عند(547) ميقاواط حراري ومائي، كما تم توسع فى الشبكة القومية شمال الخرطوم حتى مدينتي شندى وعطبرة.
ورغم القفزة الأخيرة فإن المتاح حالياً من الكهرباء لا يزيد عن حاجة 13% من السكانما استوجب علي الهيئة وضع استراتيجية لتطوير القطاع .
خطط تطوير الكهرباء بالسودان
تطور مرفق الكهرباء بالسودان منذ بداية هذه الصناعة فى عدة أطر إدارية ليواكب التطور فى نوعية الخدمات والتوسع المطلوب لمد هذه الخدمات لأكبر قطاع من المواطنين وما يقتضي ذلك من تمويل مكثف من الدولة والقطاع الخاص المحلى والخارجي حيث صار من حقه المشاركة بصيغ "البوت" فى التوليد حسب قانون الكهرباء لعام 2001 وقانون الهيئة القومية للكهرباء لعام 2002. كذلك تقوم شركات محلية فى تمويل وإنشاء وإدارة شبكات التوزيع إنابة عن الهيئة ، واكملت الهيئة ترتيباتها لتصبح شركة حسب توجه الدولة.
ولتتمكن من الايفاء بالطلب الحثيث للطاقة قامت الهيئة القومية للكهرباء بوضع خطط طويلة ومتوسطة المدى لتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء بغية تحقيق هدفها الاستراتيجي الذي يهدف الي توصيل الكهرباء لكل مواطن ومن ثم تقوم الدولة من جانبها باعتماد هذه الخطط و دعمها مادياً بالتمويل وفي هذا الإطار فقد تمت إجازة الخطط التالية :-
الخـطــط طويلــة المــــدى:-
- وضعت الهيئة القومية ومنذ قيامها عدة خطط طويلة المدى وتعتبر خطة 1993 والتي نظرت إلي مستقبل الكهرباء في السودان لمدة 25 عاما هي أكبر الخطط ذات الجدوى والترابط الفني في مصادر الطاقة ونوع ومواقع التوليد المقترحة لمقابلة الطلب علي الطاقة الكهربائية.
- يجري حاليا ومنذ عام ونصف تحديث هذه الخطة للأخذ فى الإعتبار المستجدات فى مصادر الطاقة من البترول السوداني وخطة الدولة في توفير الكهرباء لحوالي 85% من السكان خلال 15 عاماً.
- حسابات الخطة أفادت بالحاجة إلي حوالي 20 ألف ميقاواط في 25 عاما لمقابلة توصيل خدمات الكهرباء لتغطية معظم الدولة.
الخطة متوسطة المدى (2005- 2010):-
- تم استنباط الخطة متوسطة المدى للخمس سنوات من العام 2005 إلي 2010 من الخطة طويلة المدى المشار إليها.
- حددت الخطة إضافة (4,515) ميقاواط إلي الشبكة القومية مع تمديدها إلي الشمال حتى حلفا وفي إتجاة الغرب إلي مدينة الأبيض ومناطق ولاية كردفان الكبرى حتى ولايات دارفور والجنوب حتى مدينة الرنك مع إعادة تأهيل الشبكة الشرقية حتى مدينة كسلا.
- نفذت من هذه الخطة حتى الآن الخط الناقل حتى حلفا شاملاً دنقلا وشندي أيضاً في التوليد إكتمل انشاء الامتداد بمحطة الشهيد بالخرطوم بحرى(200 ميقاواط) والتوليد الجديد بمدينة كوستى منطقة ام دباكر لانتاج (500 ميقاواط) وتوسع مجمع التوليد بمنطقة "قرى" بتحويل المحطة الثانية من غازية الى دورة مزدوجة بإضافة 100 ميقاواط ومحطة ثالثة (100 ميقواط)تعمل بالفحم البترولي كمنتج جانبي من مصفاة البترول المجاورة،
- وفى خطوط النقل الجديدة فقد اكتمل الخط الدائرى حول العاصمة القومية (220 كيلوفولت) بطول 175 كيلومتر على الإكتمال، كما تم إنشاء الخط الناقل الثالث فئة 220 ك ف بطول 600 كم الذى سيربط التوليد من خزان الروصيرص بالجنوب فى مدينة الرنك وبالتوليد الجديد فى مدينة كوستى حتى مناطق الإستهلاك بالخرطوم واتجه غربا نحو مدينة الأبيض فى غرب السودان كأول قطاع فى ربط كل الغرب بالشبكة القومية فيما اكتملت اعمال المساحة في خط الابيض الفولة التي تجري بها اعمال انشاء محطة توليد لانتاج 500 ميقاواط بإستخدام خام البترول المتوافر فى تلك المنطقة.
وفي جولتنا وقفنا علي اكتمال اعمال ربط شبكة كهرباء دولة أثيوبيا المجاورة مع الشبكة القومية عند مدينة القضارف لمد السودان 100 ميقاوات من فائض التوليد المائى الذى تمتاز به أثيوبيا.
مشروع التوليد من خزان مروى:
- يعتبر خزان مروى في المنطقة الوسيطة من شمال السودان أحد أهم الخزانات التي سعت الدولة لتنفيذه ولضخامة التمويل المطلوب فقد تأجل لفترات طويلة بالرغم من أن الهيئة القومية للكهرباء ومنذ وقت مبكر قد أكملت كل الدراسات اللازمة لإنشاء المشروع.
- مؤخراً، وبعد توفر التمويل من صناديق التنمية العربية ومن حكومة السودان فقد تم انجاز المشروع وبدأ بانتاج 500 ميقاواط واعلن رئيس الجمهورية خلال احتفالاات تدشين انتاج الكهرباء بالسد عن تخفيض فاتورة الكهرباء بنسبة 25% في القطاعين السكمي والصناعي و30% للقطاع الزرعي ما يعني ان ثمار مشروعات الكهرباء بدات تؤتي اكلها في خفض التكاليف و ستكون سعة التوليد من السد 1250 ميقاواط من عشرة وحدات توليد حيث ستنقل الكهرباء بخطوط نقل 500 كيلوفولت إلى العاصمة القومية وأخر 220 كيلوفولت لربط مدينة بورتسوان ميناء السودان الرئيسي ومناطق الولاية الشمالية حتى مدينة دنقلا ومن ثم يكون قد تم ربطها بالشبكة القومية.
مصــــادر الطــاقة:
- يتمتع السودان بمصادر غنية للطاقة لإستخدامها فى التوليد الكهربائى، ففى مجال المصادر المائية فقد أثبتت الدراسات توافر أكثر من 5,250 ميقاوات بالسودان من نهر النيل وروافده الرئيسية يمكن إستغلالها بمجرد الحاجة إليها وتوفر التمويل لقيام السدود اللازمة لها، هذا عدا ما تم إستغلاله حتى الآن فى خزانات الروصيرص و سنار وخشم القربة ومروى وجبل أولياء. كذلك هناك ما يقارب 4,500 ميقاواط أخرى من أنهر صغيرة تعتبر غير ذات جدوى إقتصادية كبرى أو على النيل تسبب فى إغراق مساحات كبيرة للمناطق المتاخمة للسدود المقترحة.
إن كشوفات البترول الأخيره المستغل منها او تلك التى تعتبر مخزون تعتبر مصادر طاقة للتوليد الكهربائى بالسودان، حالياً فإن الهيئة تستخدم كل الوقود الثقيل المنتج من مصفاة الأبيض فى التوليد بمحطة الشهيد بالخرطوم بحرى كما تستخدم الجازولين وغاز البترول المسال المنتج من مصفاة الخرطوم فى التوليد بمجمع "قرى" وفى كل الشبكات المعزولة بالمدن البعيدة من الشبكة القومية.
معظم مشروعات التوليد الحراري الجاري إنشاؤها في الخطة الخمسية ستستخدم خام البترول لمحدودية الوقود الثقيل المنتج من الخام السوداني.
يتمتع السودان أيضاً بكميات معتبرة من الغاز الطبيعي فى سواحل البحر الأحمر، ً وتجرى حاليا دراسات مكثفة وعمليات تنقيب ، وسيستخدم فى التوليد الكهربائي والإستخدام المنزلي.
توجد بمناطق غرب و شرق السودان مياه جوفيه ساخنة يمكن ان تكون مصادر لإنتاج الطاقة الكهربائية، وقامت الهيئة ومنذ إعداد الخطة طويلة المدى في العام 1993 بتحديد أماكن هذه المصادر حيث تجرى حالياً الدراسات للاستفادة منها في توليد الكهرباء، هذا بالإضافة إلى طاقة الرياح حيث يعتبر السودان من الدول الغنية فيه خاصة في سواحل البحر الأحمر وشمال وغرب السودان وهناك مشروع تجريبي يجرى الأعداد لتنفيذه في مدينة "نيالا" بغرب السودان.
ولتنويع مصادر الطاقة فقد إتجهت الهيئة لاستخدام الفحم الحجري المستورد من الخارج حيث ترتب حالياً لقيام أول مشروع توليد كهربائي من هذا النوع بمدينة بور تسودان ويعكف مستشارون بريطانيون فى إجراء الدراسات لتوليد 1,500 ميقاواط على مراحل تتكون المرحلة الأولى منه من 500 ميقاواط في منطقة "أركياى" على بعد 70 كيلومتر من مدينة بورتسودان حيث يحوى المشروع ميناء خاص لإستقبال الفحم الحجري الوارد من الخارج.
ان الهيئة تنظر للربط الكهربائي مع دول الجوار كمصدر للطاقة الكهربائية حيث تمكنت الهيئة من إكمال الترتيبات للربط مع دولة إثيوبيا، كما أن السودان عضو فاعل ضمن مبادرة حوض النيل التي تخطط لإستغلال الطاقة المائية الضخمة في دول الحوض لربطها بسوق الإستهلاك المتوقع إن ينمو بصورة كبيرة في السودان على الأخص ومصر وجيبوتي وإريتريا، كما أن السودان عضو في سوق الطاقة لدول شرق أفريقيا حيث تعتبر دولة زائير ذات اكبر مخزون من الطاقة المائية غير مستغل ربما في العالم .
(الباب الخامس عشر)
بين الامس واليوم
كان انتاج الكهرباء لا يتجاوز(462) ميقاواط قبل مجيء الادارة الحالية للهيئة القومية للكهرباء في عام 2000 موزعة بين الدمازين وحري الجرارية وبري وكسلا وسنار , ان انتاج بعض هذه الوحدات لايكفي لانارة موقع واحد مثل برج الفاتح هذا في مجال الوليد وفي مجال النقل كان طول الشبكة في حدود (500) كيلومتر من الخطوط ...لتبدأ بعد ذلك ووفق نهج علمي - ظللنا نفتقر اليه كثيرا – وقد بدا ذلك التوجه بالخطة الخمسية 1999-2004 التي اهتمت بمعالجة اوضاع الهيئة في هياكلها ومواردها البشرية وطرق عملها بالاهتمام بالتخطيط وتم اعتماد ادارة للتخطيط الاستراتيجي واخري للتخطيط الشمولي بدلا عن ادارة التخطيط في الهيكل السابق ويري المهندس مكاوي محمد عوض مدير عام الهيئة القومية للكهرباء ان ذلك التوجه جاء حتي تتمكن الهئية من انتهاج الاساليب العلمية السليمة في اعداد الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة المدي لمنظومة الكهرباء علي مستوي القطر . , ويستدل المهندس مكاوي علي ان ما يخطط له من مشروعات وما كان ينفذ بانه دون الطموح فالخطة طويلة المدي الاولي التي اعدها الاستشاري ميرز آند مكلان مع المستشار سير الكسندر جيب وشركاؤهم في الفترة من 1979 وحتي العام 2000 جري خلالها تنفيذ مشروع الطاقة الثالث والرابع واضافة (180) ميقاواط في بحري الحرارية و(120) ميقاواط في الدمازين و(40) ميقاواط في بري ومشروعات التوليد بالولاياتوالتي كانت تسمي بمشروعات التسعة وقد جري تليصها الي اربع مدن بتمويل دنماركي بسعة اجمالية قدرها (23,1) ميقاواط في كل من واو عطبرة شندي والفاشر 363 ميقاواط فقط في فترة تتجاوز الثلاثين عاما واعقبتها شركة ايكرز لتقوم بتحديث الخطة السابقة باضافة 3,957 ميقاواط في الفترة 1993-2015 , غير انه لم يتم اضافة ميقاواط واحد من هذه الاستراتيجية لتقوم الهيئة القومية للكهرباء بوضع خطة خمسية 2006-2011 لتصل بالقدرة الانتاجية الي 5600 ميقاواط بانشاء محطات كوستي والفولة وام دباكر وامتداد بحري وبورتسودان وغيرها كما عملت الهيئة علي تمديد الشبكة الي دقلا وبورتسودان والابيض وكرن كرن بالاضافة الي خطوط ناقلة في طور الانشاء بطول يصل لي 4000كيلومتر واخري تم التعاقد علي انشائها بطول 2000 كيلومتر .
لم تقف طموحات تطوير الكهرباء بالبلاد والخروج بها للريف في حدود الخمسية وانما تجاوزتها الي لتنمية القطاع اعتبارا من 2010 في اعقاب ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد الوطني وما ينتجه من تدفق لرؤوس الاموال علي البلاد لمشاريع التنمية المتعددة ولمقابلة احتياجات التوسع المرتقب في القطاعات السكنية والصناعية والخدمية .
ويري مدير الهيئة القومية للكهرباء امهندس مكاوي محمد عوضان تنمية قطاع الكهرباء لمقابلة التطورات الاقتصادية المرتقبة قد دفع بالهيئة للتعاقد مع شركة بي بي بور ( PB Pwer) البريطانية لاعادة تحديث الخطة طويلة المدي للفترة من 2006 حتي عام 2030 علي اساس ان تشمل استراتيجية الدولة تغطية 80% من البلاد بخدمات الكهرباء بحلول العام 2030 كما ان الخطة طويلة المدي تشير الي ان التوليد لمتوقع بنهاية الفترة سيصل الي 26,000 ستة وعشرون الف ميقاواط في حده الاقصي بمعدل زيادة توليد تعادل 20 ضعف التوليد المتاح حاليا وبتكلفة اجمالية تصل الي (30) مليار دولار .
بنظرة للواقع الراهن اليوم وما يشهده الريف من اعمال يؤكد ان ما تم انجازه خلال الاعوام الخمس الماضية يدخل في نطاق الاعجاز .
(الباب السادس عشر)
حديث الخبراء
دكتور بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان
سالت الدكتور بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني والخبير الاقتصادي المعروف عن الدلالات الاقتصادية لانارة الريف فأجابني قائلا : (ان هذا الانداح الذي نشهده ولاول مرة في تاريخ البلاد يعتبر اكبر مشروع لتوزيع الدخل البلاد كبف لا وبوصول الطاقة الي تلك الاطراف البعيدة عن المركز والتي ظلت تشكو عدم وجود مصادر للدخل وكيف ظلت تشكو هجرة الابناء الباحثين عن العمل في اطراف المدن داخل وخارج السودان افتقار مناطقهم لسبل الانتاج ولغياب مشروعات التنمية , ان وصول الكهرباء يعني ان الشركات الوطنية ورؤوس الاموال الاجنبية ستتجه للاستثمار بهذه المناطق وبالتالي خلق فرص العمل ما يعني ان الحقبة القادمة ستشهد هجرات عكسية من المدن للريف , لقد بدات بشريات وصول الامداد الكهربائي في الحراك الاقتصادي الراهن فشبكات الكهرباء التي تجري حاليا قد خلقت العديد من فرص العمل , لقد قامت بالبلاد صناعة جديدة هي مصانع انتاج وتصنيع الاسلاك ولمبا كما هو الحال في مصانع جياد ومصنع صلاح ادم والممتاز وغيره ومصانع المحولات كما زاد الطلب علي الاسمنت والسيخ اللازمان لصناعة الاعمدة , كما برزت شركات وطنية تعمل في مجال التوصيلات مثل الشبارقة والدراش والبيم وغيرها وسنشهد المزيد من الشركات الوطنية , كما ستشهد الفترة القادمة بروز شركات فنية للعمل فيمجالات الصيانة وتوفير المعدات الاساسيى والاستهلاكية من مراوح ومكيفات وربما وصل الامر لقيام مثل هذه الصناعات والتوسع فيها لمقابلة الطلب المتزايد كل هذا الحراك له مردوده الايجابي ويعني ان مشروع انارة الريف سيساهم في مضاعفة الناتج الاجمالي وخلق في العمل خاصة العمالة افنية في مجال التوصيل للمنازل والمصانع .
وفي مجال الزراعة والتنمية الريقية فالسودان هو ثالث دولة مؤهلة لتوفير الغذاء بين دول العالم بحاجة لتحديث وسائل الري تطوير نظم الزراعة واستخدام الطاقة بدلا عن الجازولين يعني خفض التكلفة بنسبة تصل ال 30%وهذه النسبة كفيلة بتغيير نمط الزراعة التقليدية الي زراعة حديثة اعلي انتاجية وانتاجا خاصة ان 70% من اهل السودان يعملون بالزراعة .
ويمضي رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الدكتور بابكر محمد نوم في الحديث قائلا ان مشروع انارة الريف يعني ضمان الاستقرار والتنمية الريفية خاصة ان الدولة وفرت التمويل الاصغر لكل النشطاء اقاتصاديا وبالتالي ستعود للزراعة جاذبيتها ليستقر المزارعون ليعملوا علي توفير الامن اغذائيخاصة في المناطق التي كانت تركز علي زراعة القطن والخضر والفاكهة. كما ان انارة الريف يعني نهاية التكدس بالمدن وجعل الريف مناطق انتاج واستقرار , ان الثروة الحيوانية المنتشرة في الريف لا يستفاد من البانها ولا لحومها بالمستوي المطلوب وتوفير الطاقة يمكن من انشاء مصانع الالبان والاجبانومشتقاتها كما ان وصول الكهرباء للقري والبلدات تجعل السكن بها امرا مقبولا لان وصول التيار يساهم في توفير باقي الخدمات , واذا كان الاطباء والمهندسين يشكون صعوبة العيش في الريف لعدم توفر الخدماتخاصة خدمات الكهرباء التي بدونها يستحيل العمل بالمستشفيات وبتوفر الطاقة فقد تم تزليل كل تلك العقبات كما ان ايصال الكهرباء لمناطق الريف يمثل مرحلة جديدة في تاريخ السودان هي مرحلة المشاركة العادلة في وفرة الخدمات وذهاب التهميش الي غير رجعة
الدكتور كامل ابراهيم حسن
استاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جاجمعة الخرطوم
الدكتور كامل ابراهيم حسن استاذ الاقتصاد الزراعي كلية الزراعة بجامعة الخرطوم والكاتب الساخر سالته عن المردود الاقتصادي لكهربة الريف فابتدر حديثه عن تجربة انارة بلدته الشوال فقال : عندما دخلت الكهرباء قرية الشوال – أم هي مدينة الشوال !؟- كانت الإنارة ليلية فقط من السادسة إلى العاشرة مساءاً ... بالطبع كان ذلك حدثاً بالغ الأهمية غيّر نمط الحياة في القرية التي كانت تنام مع الدجاج - أي عند مغيب الشمس ... لذلك كان النوم – وبالذات بالنسبة لشريحة الأطفال – بعد العاشرة يعتبر ) سهر وقهر ) وكانت له نتائجه السلبية الكثيرة ... فقد أصبح القوم لا يصحون مبكرين كما اعتادوا كما أصبح تلاميذ المدارس يتأخرون كثيراً عن طابور الصباح ... تمت كهربة الشوال أبان تولي الأخ عبد القادر علم الهدي ( الجفري ) لوظيفة نائب المحافظ في مدينة ربك وقد كان له دوراً بارزاً والقدح المعلي في تسهيل وتنفيذ الأمر ... وبدلاً من شكره – أي شكر الأخ جفري – يقال أن أحد سيدات الشوال دعت عليه بقولها :( شكيتو علي الله ود زينب كان قدّد عوينات وليداتنا بالسهر تلقاهم مجحمين في اللمبات لي أنصاص الليالي .. وبقينا كمان تفوتنا صلاة الصبح حاضر
تذكرت هذه الواقعة وانا اطالع مقالاتكم بصحيفة ( الصحافة ) عن الزيارات المكوكية التي جبتم فيها الريف السوداني شرقه وغربه والنيلين الأبيض والأزرق ومنطقة الجزيرة والمناقل متابعاً لمشروع كهربة الريف الذي تنفذه الهيئة القومية للكهرباء ... والتي مفادها بأن الكثير من قري تلك المناطق قد دخلتها فعلاً الكهرباء وبقية القرى سوف يأتي دورها قريباً ... وحسب إفادتكم فقد دخلت الكهرباء 523 قرية من قرى المناقل وقد جاء ذلك في مقال تحت عنوان ( 523 قرية بالمناقل تودع الظلام والفقر ) ... نقول ذلك رغم إعترافنا بأن الطاقة الكهربائية سوف تساعد – دون شك – في التنمية ولكنها أحد الدعامات فقط وبالتالي فلا يمكن لأحوال المواطنين المعيشية أن تتحسن بصورة تنهي الفقر وتقتلعه من جذوره لمجرد وجود الكهرباء في مكان ما ... إن للفقر أسباب كثيرة ولا يمكن أن نهزمه قبل أن ننجح في مقارعة تلك الأسباب والتصدي لها والعمل بجد لإزالتها ... وفي نفس الوقت نتسأل : هل يعني دخول الكهرباء تلك القرى ( السهر والقهر ) وتغيب التلاميذ عن الدراسة وعدم أداء المواطن لصلواته في مواقيتها كما كان في تجربة لشوال كما وصفتها خالتنا تلك ؟ بالطبع لا ... فإن توفير الطاقة من أهم شروط التنمية بكل نواحيها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ... الطاقة تلمس الزراعة النشاط الرئيسي في الريف كما تعني إنارة النوادي القروية ولا شك سوف تغير نمط الحياة الاجتماعية في القرى التي دخلتها ... والحال الآني يقول بضعف توفر هذه الطاقة إذ يقول تقرير ندوة الطاقات المتجددة المنعقدة في الفترة ما بين 24 – 25 فبراير 2008 والذي قدماه البحثان نور الله يسن أحمد ومنال بابكر الأمين الأتي : حازت تقنيات الطاقة الجديدة والمتجددة اهتماماً مميزاً من الدول النامية لمقابلة احتياجات الطاقة الضرورية لتنمية الريف . والسودان كغيره من الدول النامية أبدي ذات الاهتمام لنشر تقنيات الطاقة المتجددة لمقابلة احتياجات استخدام الريف من الطاقة . تتميز استخدامات الطاقة بالريف بأنها ذات إستهلاك منخفض يتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلوواط . وتنحصر هذه الإستخدامات في الإنارة , التبريد , التلفزيون , الراديو ... الخ ) ... بالطبع يمكن سد الفجوة بين الإمداد الكهربائي والإحتياجات الحقيقية عن طريق تقنيات بديلة كالطاقة الشمسية أو طاقة الغاز الحيوي أو مولدات الديزل ... ولكن تكلفة هذه البدائل كثيراً ما تقف حائلاً دون إنتشارها والتوسع في إستخدامها ... وقد قامت الدراسة المُشار إليها بإجراء مفاضلة بين تلك البدائل من حيث التكلفة وخرجت بنتائج نلخصها في الجدول أدناه : مقارنة التكلفة الرأسية وتكاليف التشغيل ( بالجنيه السوداني ) التكلفة المالية مولد الديزل الطاقة الشمسية وحدة غاز حيوي التكلفة الرأسية 5800 51926 25000 تكلفة التشغيل 67150 6574 25526 التكلفة الكلية 72950 58500 50526 .
عموما ان انارة الريف قطعا سوف تساهم وبدرجة كبيرة في تنمية الريف اذا تم استغلالها بالصورة المثلي علي ان تسبق ذلك مراجعة مجمل السياسات الاقتصادية حتي تغدو الزراعة وكافة الانشطة الاقتصادية مشجعة للانتاج .
الكهربا جات : عروس البحر تغير ثوبها للوافد الجديد
رغم ان الطبيعة قد وهبت بورتسودان عروس الشرق من اسباب الحسن والجمال ما يمكنها من بذ كل المدائن , الا ان المدينة عرفت بافتقارها للمياه والكهرباء الكافية , وظل الكثيرون من الاهالي يغادرون مدينتهم الساحرة خلال فترة الصيف عندما ترتفع درجة الحرارة والرطوبة , وفي مجال الكهرباء تصنف كهرباء بورتسودان ضمن قائمة التوليد خارج الشبكة اي ان المدينة تعتمد علي التوليد المحلي الذي فشل رغم الجهود الحثيثة في الايفاء باحتياجات المدينة التي تتحول عند انقطاع لتيار الي جنريتر ضخم يلوث البيئة والسمع معا , ان عدد المنازل التي لا تنعم بالامداد الكهربائي يبلغ (165330) منزلا مقابل (21030) منزلا تنعم بالامداد وبذلك فان 15% من اهالي المدينة فقط هم الذين ينعمون بالتيار المقطع هذا , والمدينة التي تملك من مقومات الصناعة ما تتفوق بع علي جميع المدن يقعدها فقرها للامداد للحد من توفير التيار للقطاع الصناعي الذي لا تتجاوز نسبة الكهرباء الموجهة اليه (17%) من انتاج محطة المدينة ورغم توفر مثومات الزراعة خاصة المحاصيل الشتوية فلا توجد بالبحر الاحمر الا (13) مشروعا زراعيا , اما الكنوز التي تحتويها سلسلة جبال البحر الاحمر من معادن فرصيدها صفر .
ان المار بشوارع المدينة تلفت نظره هذه الاعمدة المتاكلة سواء من الحديد او الاسمنت وكادت الشهقة ان تغتالني عندما لفت احدهم نظري للعمود الذي اقف اسفله فهو ليس قابل للسقوط ولكنه قابل للتفتت خلال ثوان ,
قراءة في واقع الامداد بالاحياء السكنية
كانت منطقة وسط المدينة تنعم بالامداد الكهربائي في احياء ديم مدينة ، حي العظمة ، دبايوا ، ديم سواكن ، ديم جابر ، الامان ، بدر ، الميرغنية ، دارالنعيم ، الروابي ،هبيلا ، دارالسلام ،الصداقة و ديم كوريا .
ديم عرب
في ديم عرب حدثني محمد موسي محمد قائلا ان الكهرباء تعني الحياة الكريمة والاستقرار وتعليم الاولاد وتوفير مقومات الحياة الكريمة وتشييد شبكات الكهرباء وادخالها في كافة اطراف المدينة يعني ازالة الكثير من اسباب الغبن الذي يحسه مواطن لمنطقة , وحول استقرار الكهرباء في اعادة الحياة لقطاع الزراعة يري محمد موسي ان وصول التيار للقطاع الزراعي يعني تشييد مزارع الدواجن والالبان فهناك الاودية بين الجبال التي يحتوي باطنها علي المياه الصالحة للزراعة واتوقع ان تشهد السنوات القليلة القادمة عودة القطاع الزراعي للمساهمة في تحسين الاوضاع .
دارالسلام
عبدالرحيم محمد علي من اهالي دارالسلام تحدث قائلا ان هنالك لجنة لانارة الحي والمواطنون يتشوقون لوصول التيار ويتسائلون عنه لتغيير حياتهم للافضل وتوقع عبدالرحيم حدوث تحول هائل بعد الدخول في الشبكة القومية خاصة بضواحي جبيت اراضيها الزراعية الخصبة مطالبات التعجيل في الخروج بالضغط العالي للمناطق الطرفية خاصة في الجنوب والشمال .
ويري المهندس الزراعي عبداللطيف ابراهيم عبدالجليل ان هنالك مساحات شاسعة قابلة للاستزراع كما يمكن التوسع في مزارع الاعلاف لمقابلة احتياجات الثروة الحيوانية المعدة للصادر واشار عبداللطيف الي ان وصول امداد الكهرباء يعني زيادة الرقعة الزراعية لامكانية رفع المياه بواسطة الموتورات العاملة بالكهرباء , كما ان وصول الامداد يني تمكين الحجر الزراعي من تشييد حدائق العزل النباتي التي توفر التامين لحماية البلاد خاصة ان مباني الحجر الزراعي الراهنة بابي حشيش تعاني ضعف الامداد الكهربائي ما يعيق اعمال العمل والاعمال المكتبية الاخري ما يتطلب استخدام مولدات الديزل وبالتالي صرف الاموال علي الوقود والاسبيرات بدلا عن توجيهها للبحوث وتطوير العمل
سلالاب
يعتبر حي السلالاب من اكبر الاحياء بمدينة بورتسودان وفي داخل الحي التقيت عبدالله ادريس شريف الذي قال ان قطوعات الكهرباء ظلت تشكل هاجسا لاهالي بورتسودان وقد يبدو الحديث بعيدا عن الواقع لو قلنا ان حصة الحي من الانارة كانت ليلة واحدة في الاسبوع وفي الشهور الاخيرة حدث استقرار في الامداد بسبب الجهود التي بذلتها الهيئة القومية للكهرباء والتي بدات بصيانة المحطات فتراجعت الاعطاب والقطوعات بنسبة كبيرة جدا ولا وجه للمقارنة .
وحول دخول المدينة في الشبكة القومية يري شريف ان ذلك التوجه يعني بروز مناشط اقتصادية وصناعية كبيرة كما سيشهد التعليم بالمنطقة قفزات كبيرة كما ان استقرا التيار يعني القدرة علي مواجهة الرطوبة القاتلة التي تتميز بها المنطقة لقربها من البحر واهم من كل ذلك تعضيد الوحدة الوطنية اضافة لما يشكله وصول الامداد من زيادة الرقعة الزراعية في اربعات وطوكر ما يمكن الولاية من المساهمة في توفير الامن الغذائي . ووصول الامداد الكهربائي وساتقراره يشجع تجار الخضروات من توفير كميات شحناتهم نحو بورتسودان ما يخلق حالة من الوفرة التي تؤدي لخفض اسعار .
حي ولع
في حي ولع حدثني احمد علي بدالرحيم قائلا ان هنالك معاناة شديدة لعدم توفر الامداد الكهربائي وعليك ان تعلم بتكلفة اللمبة الواحدة لدي اصحاب المولدات اذ تبلغ ستة الف جنيه عن الفترة من السادسة حتي الحادية عشرة ليلا وهي بذلك تشكل عبئا اقتصاديا علي الاسرة , ان وصول الامداد بمثابة الامنية لدي الاهالي اذ ستتمكن من استغلال كافة الادوات الكهربائية اللازمة كما ان الرطوبة العالية وجيوش الباعوض يمثلان بعبعا في ليالي المدينة .
دبايوا
احمد محمد البدري من اهلي دبايوا قال ان هنالك مشكلة في الامداد رغم التحسن الكبير الذي شهدته كهرباء المدينة في الفترة الاخيرة ونتمني ان يصل الامداد من الشبكة القومية اليوم قبل الغد لتغيير حياة الناس للافضل فالامداد الكهربائية رحمة للناس في كافة اسباب معاشهم .
ديم النور
مصطفي الزين محمد فضل من مواطني ديم النور قال لي كانت احوال الاهالي بالحي سيئة للغاية لعدم توفر الامداد الذي بدانا نتلمس سبل ايصاله منذ 1982 عندما تم تكوين لجنة كهرباء ديم النور في مربعات 4و5و6 ولكننا ظللنا نلقي التجاهل الذي جعل المواطن يحس بالتهميش من قبل كبار المسئولين علي مستوي المركز , كنا نحس بالظلم رغم مشاكل الاعطاب الكثيرة ولا يخفي المواطنون مرارة الاحساس بانهم مواطنون من الدرجة الثانية ظل هذا الواقه حتي قبيل سنوات فتحركنا مرة اخري ووجدنا في هذه المرة التجاوب من المسئولين بالكهرباء ممثلة في المهندس مصدق وعماله الذين تجاوبوا وفقا لفسلسفة واستراتيجية الهيئة في الخروج بالامداد الكهربائي لكل اهل السودان وها نحن قد اكملنا 70% بمربع 6 و50% بمربعات 5و4 وقد توقف العمل بسبب عدم ايفاء حكومة البحر الاحمر استحقاقات الهيئة من الاعمدة التي سبق ان قامت بتوفيرها , علما ان الولاية التزمت امام مواطنيها بتوفير الاعمدة والاهالي ينتظرون ايفائها بالعهد . وقال مصطفي الزين ان الكهرباء القومية امر عظيم بيد انها ستكون بلا طعم ما لم تكتمل شبكة الحي ,
هيا
في هيا حدثني احمد محمد الطاهر قائلا ان اهالي المدينة يعتمدون حاليا علي مولدات الديزل واغلب المنازل لا تنعم بالتيار عدا مساكن السكة حديد , واهالي هيا يتشوقون للامداد وتم تكوين لجنة للكهرباء التي تعتبر المدخل لتغيير حياة الناس للافضل كما توجدحول المدينة مساحات واسعة من الاراضي القابلة للاستصلاح الزراعي
الي اربعات
منطقة اربعات هي مصدر مياه الشرب الرئيسي لمدينة بورتسودان وتقع في منطقة جبال البحر الاحمر علي بعد حوالي (35) كيلومتر عبر الطرق الترابية ذات الرمال الكثيفة وتستغرق الرحلة الي اربعات حوالي الساعة والنصف بعربات الدفع الرباعي فغادرنا المدينة عبر حي السلالاب مرورا بالوحدة والزرائب , كنا في بداية سيرنا نمرة بمحازاة خط (11) كيلوفلوت الذ يتجه نحو الوديان لاستخدامه في رفع المياه الجوفيه , واضافة الي المضخات المنتشرة في بطن الوادي الواقع بين الجبال اتجهنا حتي خزان اربعات الذي تم تشييده لحفظ مياه السيول والشلالات وبالخزان وجدنا العمال المعنيين بصيانة الخطوط والطلمبات وخراطيش سحب المياه والعمل هنا يتم بطريقة بدائية حدثني اوهاج محمد هيكل مسئول العمال قائلا انهم يتشوقون لوصول الامداد لتغيير نمط العمل لان الرافعات الكهربائية تعمل بطاقة اكبر كما يمكن انتاج الكميات الكافية للمدينة كما يمكن زراعة مساحات شاسعة من الاودية .
الزيارة للخزان كشفت عن جهود كثيفة للعمال خاصة في الصيانة والخطوط خاصة انهم يعملون طريقة يدوية في ملء خراطيش المياه ويضطرون لقطع اشجار المسكيت والحشائش المسببة للحساسية ووصول الامداد يعني ازالة هذا العبء العظيم عن هذه المجموعة التي تستحق التكريم . ومن خور اربعات حدثني سيدي عيسي هيكل قائلا ان وصول الامداد يعني تغيير الواقع الماساوي لانسان المنطقة باستزراع مساحات واسعة باودية اربعات الممتدة من سلسلة الجبال حتي البحر خاصة ان التجربة التي شهدتها المنطقة عندما قامت منظمة الساحل بتغيير حياة الكثيرين عندما منحتهم الوابورات رغم التكاليف العالية لها
الكهرباء ومياه بورتسودان
سالت المهندس محمد طاهر عبدالرحيم من ادارة مياه بورتسودان عن الاثر المرتقب للكهرباء علي قطاع مياه بورتسودان فحدثني قائلا توجد بمدينة بورتسودان (3) محطات للتوليد بطاقة انتاجية تبلغ(15) الف متر مكعب في اليوم تعمل بمولدات الديزل وبالتالي فان المولدات تشكل عبئا ماديا اذ يمثل الصرف علي المولدات (70%) من تطلفة التشغيل وبالتالي فان وصول امداد الشبكة القومية يؤدي لتقليل الصرف ما يمكن من تشييد محطات تحلية جديدة والمساهمة بالحد من ازمة مياه المدينة
وحديث لمديرتوزيع بورتسودان
المهندس مصدق سليمان علي مدير توزيع بورتسودان حدثني قائلا ان الشبكة داخل مدينة بورتسودان ظلت تعاني اسباب التعرية البيئية وباتت تشكل خطرا علي المواطن ما حتم علي الهيئة القومية وضع استراتيجية عاجلة لمواجهة الموقففكانت الخطوة الاولي الوقوف علي الاسباب بقية ايجاد الحلول والمعالجات وكانت ثمة ملاحظة هي ان الموانئ حول العالم لا تواجه مشاكل مماثلة وبالرجوع للنظم المعمول بها في تلك الموانئ تم التوصل لمواصفات التوصيلات بالمناطق الساحلية فقامت الهيئة باتخاذ جملة من التدابير كانت اولاها ايقاف تصنيع الاعمدة بالمدينة لانها تحتوي علي ذات مسببات العلة وهي ارتفاع نسبة الملوحة في مدخلات التصنيع ما يجعلها سريعة التاثر بدرجات الرطوبة العالية والاملاح العالقة فكان القرار الاول ان يتم تصنيع كل الاعمدة خارج المدينة ثم نقلها للمواقع بالمدينة مع عمل المعالجات الكيماوية التي تؤخر تاثر الاعمدة بالعوامل البيئية وقد تم اتخاذ ذلك القرار في العام 2004 واعقب ذلك التوجه قرار قضي باستخدام الاعمدة الخشبية لانها اطول عمرا واكثر سلامة علي المواطن .
ومضي المهندس مصدق للقول انه الهيئة ولمعالجة امر الاعمدة قامت باستيراد (16,100) عمود خشب من فنلندةوتم استبدال (6) الف عمود من الاعمدة المستهدفة للاستبدال والبالغ عددها (15) الف عمود ويجري العمل باضافة (5) الف عمود في السنة الجارية .
وفي مجال الاسلاك فقد طلبت الهيئة عينات من السبائك قليلة التفاعل مع الاملاح ولاضافة المزيد من الكفاءة والسلامة تم عزل الاسلاك بمواد بلاستيكية تمنع تراكم الاملاح وتجمع لرطوبة حول السلك وقد بدا العمل بهذا التوجه في العام 2005
وفي رده علي سؤالي هل جاءت التوصيلات الجديدة معافاة من العلل القديمة يجيب المهندس مصدق سليمان انه تم ايقاف كل الاعمال غير المطابقة للمواصفات منذ العام 2005 وبالتالي فقد جاءت كل اعمال التوصيلات التي تمت حديثا مبراة ومؤمنة من المخاطر وحول عجز الهيئة الايفاء بطلبات الاحياء في السنوات السابقة يقول مدير توزيع بورتسودان ان المنطقة كانت تعاني من محدودية الطاقة المتاحة والتي كانت بالكاد تفي نسبة (35%) فكان ان تعذر الايفاء باحتياج البقية , وقامت الهيئة باعداد درسات لامداد (18) مربع بالتيار لعدد (10) الف منزل مع دخول المدينة الشبكة القومية وذلك كخطوة اولي لانارة كافة احياء المدينة خاصة ان العمل اكتمل في (3) محطات تحويلية بسعة اجمالية تبلغ (80)ميقافولت امبير وستتم خلال الايام الايام القادمة تركيب المفاتيح الرابطة بين الشبكة الداخلية للمدينة والشبكة القومية وسعة هذه المحطات تمكنها من الايفاء باحتياجات المدينة طيلة الاعوام الخمس القادمة وهنالك المشاريع طويلة الاجل التي اكتملت دراساتها لاستيعاب طاقة اضافية للمدينة في حدود (350) ميقاواط . وعن مدن الولاية الاخري يقول المهندس مصدق مدير كهرباء بورتسودان انه بالنسبة للقطاع الجنوبي الذي يشمل سنكات هيا وسواكن وطوكر فقد اعدت الهيئة القوميوللكهرباء الدراسات الفنية وتنبات بالحمولات المتوقعة لهذه المدن واكتمل التصور الفني ووضعت ضمن برامج الخطة طويلة المدي ,
وتقديرا للامتدادات العمرانية المتسارعة بالمنطقة الشمالية قامت الهيئة القومية للكهرباء بوضع درساة شرعت في انفاذها وقضت بانشاء خط ناقل بجهد (220) كيلوفولت يمتد لشمال بورتسودان بطول (30)كيلومتر بمحطة 220/33/11 كيلوفولت تخرج منها الخطوط علي مستوي (33) كيلو وعلي مستوي 11 لتتجه الخطوط شمالا نحو اربعات وولع ما يمكن من استغلال المياه الجوفيه بصورة اكبر لاغراض الشرب والزراعة .
ان المدينة - والحديث لمدير توزيع بورتسودان – واعدة واثار الكهرباء فيها واضحة في الحراك اليومي وبعد تلمس المواطنين للاستقرار الذي لمسوه في العام الاخير ولترقبهم الدخول في الشبكة القومية ارتفعت اسعار لعقارات والاراضي والايجارات كانت سمة المدينية الهجرة للمناطق الاخري والذين يغادرون المدينة في الصيف لايقلون عن (50%) من السكان ان مؤشرات الاستخدام المنزلي تنفض بالمدينة في الصيف عقب اغلاق المدارس ما يتعبر مؤشرا لخروج عدد معتبر من العملاء وما حدص في صيف 2008 عكس ذلك بسبب ما شهدته المدينة من استقراردفع بالاهالي للبقاء في المدينة خلال حقبة الصيف وهذا يعني ان وصول امداد الشبكة القومية سيحدث استقرارا بالمدينة .
(الباب الثاني عشر)
لانارة كردفان والتمدد نحو دارفور
ابراج الخير والتنمية تصل عروس الرمال وبدء تشييد المحطات
كانت وجهتنا هذه المرة كرفان الغرة غادلانا اليها في السابع والعشرون من فبراير بغية الوقوف علي ما وصلت اليها اعمال الشد في ابراج الضغط العالي وما وصلت اليه الاعمال المدنية للمحطات في الابيض وغيرها وقبل ان نعمد للالتقاء بالاهالي قررنا الجلوس للمهندس احمد الطيب محمد توم مدير توزيع كهرباء الابيض ليحدثنا عن المشروع حتي اذا التقينا بالمواطنين نقلنا اليهم ما سمعنا من حديث بشريات
ابتدر المهندس احمد الطيب حديثه بفزلكة تاريخية لتاريخ كهرباء الابيض حيث قال ان خدمات الكهرباء بالابيض بدات في ثلاثينات القرن الماضي بمولدات ذات طاقة محدودة بهدف امداد المناطق الاستراتيجية والخدمية بالمدينة , ثم زادت الطاقة التوليدية بالمدينة لتشمل القطاع السكني وذلك وفق وتيرة متصاعدة لمقابلة الطلب المتزايد حتي وصلت جملة الانتاج (15)ميقاواط في العام 2008 .
ورغم الزيادة في الطاقة الانتاجية كان ولا زال هنالك فاقد في الايفاء باحتياجات المدينة وتصل نسبة العجز الي 55% في القطاع السكني مع ملاحظة ان المنطقة تشهد نموا صناعيا ويتجاوز الفاقد في هذا القطاع 60% مما دفع بالهيئة القومية لوضع وتنفيذ مشروعات جديدة قضت بربط المدينة ومدن الولاية بالشبكة القومية كحل جذري لاستقرار واستدامة التيار وبدا تنفيذ اعمال الشد التي تمت بنسبة 90% ونتوقع الانتهاء من الشد حتي مارس 2009 .
في مجال المحطات تشمل الاستراتيجية تشييد محطات ام روابة التي نتوقع وفقا للجدول الزمني استلامها في 30 يونيو 2009 وقد بدا العمل بها في 2-7-2008 وهنالك محطة الابيض الرئيسية بالجهد 220 كيلوفولت التي بدا العمل بها في نوفمبر 2008 ونتوقع دخولها في سبتمبر 2009 وهنالك محطة فرعية 33/11 لمدينة الرهد وقد بدا العمل المدني بالمحطة في يناير 2008 .
بالنسبة لمدينة الابيض حاضرة الولاية فمن المتوقع قيام ثلاث محطات فرعية داخل المدينة لتلبية الطلب بالمدينة والقري المجاورة , مدير توزيع الابيض كشف ان عدد المشتركين في حالة تصاعد متواصلة فبنما كان عددهم في 2003 (16,000) الف مشترك فقد بلغ في 2008(22000) مشتركا بنسبة زيادة بلغت (37,5%) خلال خمس سنوات .
في محطة الابيض التحويلية
في محطة الابيض التحويلية وجدنا العمل الصينيين في حالة عمل دائم لاكمال اعمال الهندسة المدنية وحدثني المهندس مبارك فرضي مسئول المحطة ان المحطة شيدت لاستقبال الخط الناقل (220) كيلوفولت القادم من ربك وتتكون المحطة من محولين سعة الواحد منهما (100) ميقافولت امبير وتجري حاليا اعمال الهندسة المدنية التي تجاوز الاداء بها 75% وبانتهاء اعمال الهندسة المدنية في مايو المقبل ستبدا اعمال تركيب الاجهزة والمعدات الكهربائية خلال ثلاثة شهور تكون المحطة بعدها قابلو لاستقبال الجهد القائم .
الابيض الفولة
تقوم استراتيجة الهيئة علي تشييد محطة توليد بمنطقة الفولة لتوليد (500) ميقواط لامداد ولايات دارفور وسيتم ربطها بالشبكة القومية عبر ابراج الضغط العالي (220) كيلوفولت عبر الابيض وقد تزامن بدء العمل في المحطة بالفولة مع اعمال المسح لخط الابيض الفولة منذ منتصف فبراير الماضي
(الباب الثالث عشر)
قياس الراي العام
خلال رحلة اعداد هذا الكتاب بين الولايات والتي تجاوز طولها (10000) عشرة الاف كيلومتر امتدت شمالا حتي ارقو وشرقا حتي كسلا وبورتسودان وجنوبا حتي كرن كرن وغربا حتي الابيض استفتيت خلالها اكثر من (3) الف مواطن في العديد من النقاط وجاءت اسئلتي علي النحو التالي :
- هل كنت تتوقع وصول الامداد الكهربائي للقرية ؟
- هل كانت القرية جاذبة قبل وصول الامداد؟
- هل حدثتك نفسك بهجر البلدة ؟
- هل كانت القرية تنعم بامداد مائي مستقر؟
- هل سعي الاهالي لعمل شبكات مياه بعد وصول التيار الكهربائي ؟
- هل شهدت القرية تخطيطا قبل وصول الامداد ؟
- هل صاحب كهرباء البلدة تخطيط رسمي ؟
- هل تتوقع تحسنا في اقتصاديات الاهالي ؟
- هل تاثرت البيئة السكنية بوصول الامداد؟
- هل تلحق الكهرباء تحسنا في مستوي المعيشة بين الاهالي؟
- هل تحسنت نتائج التلاميذ بعد الامداد ؟
فجاءت نتيجة الاستقصاء علي النحو التالي :
- 90% من المواطنين لم يكونوا يتوقعون وصول الامداد الكهربائي لقراهم .
- 65% من الشباب اجمعوا علي انهم كانوا يزمعون هجر القري والبلدات لعدم
مقومات الحياة .
- 76% من القري والبلدات كانت تعاني من مشاكل الامداد المائي
- 78% اكدوا مساهمة مشروع الكهرباء في تخطيط قراهم وفق احدث النظم
- 85% اكدوا ان الكهرباء تساهم في تحسين اوضاعهم الاقتصادية
- 38% اكدوا ان منازل القري قد طالها التحسين .
- 64% من المواطنين يرون ان الحياة بالقري غدت جاذبة للاستقرار
- 85% من الاهالي اكدوا ان للكهرباء دور في ترقية مستوي المعيشة
- 32% من المواطنين وفروا جزء بعض من الادوات الكهربائية
- 63% اكدوا انهم باتوا يؤدون صلاة الفجر في جماعة بفضل مكبرات الصوت .
- 73% من المواطنين يؤيدون البدء فورا في تشييد شبكات المياه
- 80% من تلاميذ الشهادة السودانية ومرحلة الاساس اكدوا الكهرباء ساوت فرص
النجاح بين تلاميذ الريف والحضر
النتائج التي خرجت بها تتوافق وتلك الدراسة الاستقصائية التي قام بها البنك الدولي والتي قاست الآثار الاجتماعية الاقتصادية لكهربة الريف ببنقلاديش و جاءت قراءة نتائجها علي النحو التالي :
- الوقت الذي يمضيه الطفل في القراءة/الدراسة يحتمل أن يزيد بنسبة 6 في المائة باستخدام الإضاءة الكهربائية مقارنة باستخدام مصباح كيروسين أو بطارية جافة.
- زيادة استخدام الكهرباء في المنزل يؤدي إلى انخفاض بنسبة 20 في المائة في عدد الأيام المدرسية التي يخسرها الأطفال بسبب المرض، مقارنة بالمناطق غير المزودة بالكهرباء؛
- استخدام الكهرباء في المنزل يتيح وقتا أطول بنسبة 18 في المائة يوميا للاستماع إلى المذياع ومشاهدة الفضائيات مقارنة بالمناطق غير المزودة بالكهرباء
- الوقت الذي تستغرقه الأعمال المنزلية ينخفض بنسبة 6 في المائة في المنازل المزودة بالكهرباء مقارنة بالمنازل غير المزودة بالكهرباء
- استخدام الكهرباء في المنزل يزيد معدل انتشار ممارسة أنشطة الأعمال في المنزل بحوالي 8 في المائة مقارنة بعدم استخدام الكهرباء في المنزل.
هذه الاسئلة والاستفسارات
بعد عودتي من جولاتي بمختلف الولايات وبعد مشاهداتي لهذا الكم الهائل من القري والبلدات التي ستنضم لشبكة الهيئة القومية للكهرباء كان لابد من البحث عن الاجباة لعدد من الاسئلة والاستفسارات اهم :
هل تملك الهيئة القومية للكهرباء من قدرات التوليد ما يمكنها من الايفاء بطلبات الملايين من الزبائن الجدد في مختلف قطاعاتهم وانشطتهم السكنية والزراعية والصناعية وغيرها من الانماط الجديدة ؟ وهل تملك الهيئة من القدرات ما يمكنها من توفير الامداد علي مدار الساعة خاصة ان طول شبكتها بات يتجاوز (17) الف كيلومتر ؟ وبطريقة اخري ياتي التساؤل ان هذه الخطوط تمر بمناخات متعددة فيه الصحراي حيث تمتد الكثبان الرملية بطريقة يومية وهنالك الخطوط العابرة لسلسلة الجبال كما في البحر الاحمر وهنالك الخطوط التي قد تعزلها الخيرن العميقة في مناطق السافنا الغنية كما هو الحال لخطوط مثل سنجة الدالي المزموم وخط سنجة كركوج اللكندي ام درمان فلاتة وخطوط مشروع السوكي الزراعي وخطوط كهرباء المناقل كلها مناطق يتعذر الوصول اليها في فصل الخريف فهل تملك الهيئة من اسباب استمرار التيار لهذه المناطق ؟
(الباب الرابع عشر)
الكهرباء : حقائق وارقام
صناعة الكهرباء بالسودان وميلاد الهيئة القومية
عرف السودان صناعة الكهرباء منذ العام 1908 عندما تم تركيب اول مولـد ديزل يعمل بالبخار بطاقة 100 كيلواط رفعت إلى 500 كيلواط وذلك بمنطقة برى بالخرطوم وعندما زاد الطلب على الكهرباء إضافة الى الحاجة الى خدمات المياه بمدن العاصمة القومية (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان) تعاقدت حكومة السودان عام 1925 مع مجموعة من الشركات البريطانية ولمدة ثلاثين عاماَ لتطوير خدمات الكهرباء والمياه والمواصلات معاً داخل العاصمة القومية فأنشات شركة النور والمياه، وبعد تأسيسها تم استبدال وحدات التوليد القائمة باخرى سعة 3000 كيلواط بمحطة توليد برى.
فى عام 1952 إشترت حكومة السودان جميع اسهم شركة النور والمياه مع استمرار الشركة في إدارة المرفق و من ثم وضعت خطة لتطوير محطة برى وتم التعاقد على تركيب اربعة مولدات بخارية بسعة إجمالية 30 ميجاواط شُغّل أولها عام 1956 والثاني في عام 1958 والثالث والرابع فى عام 1961وفي عام 1960 أصدرت الحكومة الوطنية قانون الإدارة المركزية للكهرباء والمياه تحت إشراف وزارة الاشغال، كما بدأت الحكومة فى تقديم خدمات الكهرباء والمياه إلى المدن الكبرى الأخرى فى البلاد فى شبكات محلية تحت الإشراف المباشر لوزارة الاشغال.
بحلول عام 1962 تم تشغيل أول محطة مائية لتوليد الكهرباء من الخزان القائم على النيل الأزرق عند مدينة سنار بسعة 15 ميجاواط كما بدأت الخطوة الاولى فى إنشاء شبكة النيل الازرق بجهد 110كيلوفولت للربط بين مدن سنار ومدنى والخرطوم نواة الشبكة القومية الحالية وفي عام 1963 وصلت الطاقة المولدة بالإدارة المركزية للكهرباء والمياه الى 42 ميجاواط وطاقة محطات وزارة الاشغال الى 14 ميجاواط.
تواصلت الجهود لترقية الاداء في هذا القطاع الاستراتيجي وفي عام 1966 صدر قانون الهيئة المركزية للكهرباء والمياه لتقوم مقام الإدارة المركزية للكهرباء والمياه، وتحت مظلة هذا القانون كُوّن مجلس إدارة خولت له سلطات تنفيذية وإدارية ومالية ويرأس المرفق مدير عام. وفى عام 1971 تم ضم المرافق التابعة للاشغال للهيئة المركزية للكهرباء والمياه لإدارة خدمات الكهرباء والمياه على نطاق القطر تحت اشراف وزير الطاقة والتعدين.
بصدور قانون الهيئة القومية للكهرباء عام 1982 تم فصل خدمات المياه عن الكهرباء.
- إعتمدت الهيئة القومية للكهرباء ومنذ عهد الهيئة المركزية للكهرباء والمياه فى العام 1966 خطة طموحة لمقابلة الطلب المتنامى على خدماتها حيث نجحت الدولة والهيئة في استقطاب التمويل اللازم لزيادة مواعينها فى التوليد والنقل والتوزيع حيث تم تخطيط مرحَلي لإحتياجات الهيئة في شكل خطط عرفت بمشروعات الطاقة من الاول فى 1967 حتى مشروع الطاقة الرابع فى1994 تم تمويلهامن بيوتات تمويل عالمية وأقليمية علاوة على المكون المحلي.
أضافت هذه المشروعات للشبكة القومية 280 ميقاوات توليد مائى من خزان الروصيرص على النيل الأزرق بدايةً من أول ثلاث وحدات عام 1972 وإنتهاءاً بالوحدة السابعة فى عام 1989. كذلك ومع نهاية مشروع الطاقة الرابع تمت إضافة 255 ميقاوات حرارى فى محطتي الشهيد وبرى وكذلك 90 ميقاوات للشبكات المحليه بمدن الأقاليم خارج الشبكة القومية, هذا بالإضافة الى آلاف الكيلومترات من خطوط النقل ذات الضغط العالى والمنخفض وإمتدات وتحسينات فى شبكات التوزيع وإعادة تعمير وحدات التوليد العاملة وقاطرات سكك حديد خاصة لنقل الوقود.
ولظروف الدولة فقد تناقص التمويل للهيئة وبدأت الفجوة تزداد ما بين الطلب والمتاح من الطاقة الكهربائية حيث توقفت إضافة سعات جديدة إلي الشبكة القومية.
بعد استغلال البترول فى العام 1999 تحسن ميزان مدفوعات الدولة والذي سمح للهيئة بقفزة كبيرة أضافت محطتي توليد قري 1 دورة مشتركة وقري 2 غازية بطاقة 330 ميقاواط ومحطة جبل أولياء المائية على النيل الأبيض بطاقة 30 ميقاواط أوصلت سعة التوليد إلي 1007 ميقاواط حتى العام 2004 مقارنة بالعام 1992 حيث توقفت سعة التوليد عند(547) ميقاواط حراري ومائي، كما تم توسع فى الشبكة القومية شمال الخرطوم حتى مدينتي شندى وعطبرة.
ورغم القفزة الأخيرة فإن المتاح حالياً من الكهرباء لا يزيد عن حاجة 13% من السكانما استوجب علي الهيئة وضع استراتيجية لتطوير القطاع .
خطط تطوير الكهرباء بالسودان
تطور مرفق الكهرباء بالسودان منذ بداية هذه الصناعة فى عدة أطر إدارية ليواكب التطور فى نوعية الخدمات والتوسع المطلوب لمد هذه الخدمات لأكبر قطاع من المواطنين وما يقتضي ذلك من تمويل مكثف من الدولة والقطاع الخاص المحلى والخارجي حيث صار من حقه المشاركة بصيغ "البوت" فى التوليد حسب قانون الكهرباء لعام 2001 وقانون الهيئة القومية للكهرباء لعام 2002. كذلك تقوم شركات محلية فى تمويل وإنشاء وإدارة شبكات التوزيع إنابة عن الهيئة ، واكملت الهيئة ترتيباتها لتصبح شركة حسب توجه الدولة.
ولتتمكن من الايفاء بالطلب الحثيث للطاقة قامت الهيئة القومية للكهرباء بوضع خطط طويلة ومتوسطة المدى لتوليد ونقل وتوزيع الكهرباء بغية تحقيق هدفها الاستراتيجي الذي يهدف الي توصيل الكهرباء لكل مواطن ومن ثم تقوم الدولة من جانبها باعتماد هذه الخطط و دعمها مادياً بالتمويل وفي هذا الإطار فقد تمت إجازة الخطط التالية :-
الخـطــط طويلــة المــــدى:-
- وضعت الهيئة القومية ومنذ قيامها عدة خطط طويلة المدى وتعتبر خطة 1993 والتي نظرت إلي مستقبل الكهرباء في السودان لمدة 25 عاما هي أكبر الخطط ذات الجدوى والترابط الفني في مصادر الطاقة ونوع ومواقع التوليد المقترحة لمقابلة الطلب علي الطاقة الكهربائية.
- يجري حاليا ومنذ عام ونصف تحديث هذه الخطة للأخذ فى الإعتبار المستجدات فى مصادر الطاقة من البترول السوداني وخطة الدولة في توفير الكهرباء لحوالي 85% من السكان خلال 15 عاماً.
- حسابات الخطة أفادت بالحاجة إلي حوالي 20 ألف ميقاواط في 25 عاما لمقابلة توصيل خدمات الكهرباء لتغطية معظم الدولة.
الخطة متوسطة المدى (2005- 2010):-
- تم استنباط الخطة متوسطة المدى للخمس سنوات من العام 2005 إلي 2010 من الخطة طويلة المدى المشار إليها.
- حددت الخطة إضافة (4,515) ميقاواط إلي الشبكة القومية مع تمديدها إلي الشمال حتى حلفا وفي إتجاة الغرب إلي مدينة الأبيض ومناطق ولاية كردفان الكبرى حتى ولايات دارفور والجنوب حتى مدينة الرنك مع إعادة تأهيل الشبكة الشرقية حتى مدينة كسلا.
- نفذت من هذه الخطة حتى الآن الخط الناقل حتى حلفا شاملاً دنقلا وشندي أيضاً في التوليد إكتمل انشاء الامتداد بمحطة الشهيد بالخرطوم بحرى(200 ميقاواط) والتوليد الجديد بمدينة كوستى منطقة ام دباكر لانتاج (500 ميقاواط) وتوسع مجمع التوليد بمنطقة "قرى" بتحويل المحطة الثانية من غازية الى دورة مزدوجة بإضافة 100 ميقاواط ومحطة ثالثة (100 ميقواط)تعمل بالفحم البترولي كمنتج جانبي من مصفاة البترول المجاورة،
- وفى خطوط النقل الجديدة فقد اكتمل الخط الدائرى حول العاصمة القومية (220 كيلوفولت) بطول 175 كيلومتر على الإكتمال، كما تم إنشاء الخط الناقل الثالث فئة 220 ك ف بطول 600 كم الذى سيربط التوليد من خزان الروصيرص بالجنوب فى مدينة الرنك وبالتوليد الجديد فى مدينة كوستى حتى مناطق الإستهلاك بالخرطوم واتجه غربا نحو مدينة الأبيض فى غرب السودان كأول قطاع فى ربط كل الغرب بالشبكة القومية فيما اكتملت اعمال المساحة في خط الابيض الفولة التي تجري بها اعمال انشاء محطة توليد لانتاج 500 ميقاواط بإستخدام خام البترول المتوافر فى تلك المنطقة.
وفي جولتنا وقفنا علي اكتمال اعمال ربط شبكة كهرباء دولة أثيوبيا المجاورة مع الشبكة القومية عند مدينة القضارف لمد السودان 100 ميقاوات من فائض التوليد المائى الذى تمتاز به أثيوبيا.
مشروع التوليد من خزان مروى:
- يعتبر خزان مروى في المنطقة الوسيطة من شمال السودان أحد أهم الخزانات التي سعت الدولة لتنفيذه ولضخامة التمويل المطلوب فقد تأجل لفترات طويلة بالرغم من أن الهيئة القومية للكهرباء ومنذ وقت مبكر قد أكملت كل الدراسات اللازمة لإنشاء المشروع.
- مؤخراً، وبعد توفر التمويل من صناديق التنمية العربية ومن حكومة السودان فقد تم انجاز المشروع وبدأ بانتاج 500 ميقاواط واعلن رئيس الجمهورية خلال احتفالاات تدشين انتاج الكهرباء بالسد عن تخفيض فاتورة الكهرباء بنسبة 25% في القطاعين السكمي والصناعي و30% للقطاع الزرعي ما يعني ان ثمار مشروعات الكهرباء بدات تؤتي اكلها في خفض التكاليف و ستكون سعة التوليد من السد 1250 ميقاواط من عشرة وحدات توليد حيث ستنقل الكهرباء بخطوط نقل 500 كيلوفولت إلى العاصمة القومية وأخر 220 كيلوفولت لربط مدينة بورتسوان ميناء السودان الرئيسي ومناطق الولاية الشمالية حتى مدينة دنقلا ومن ثم يكون قد تم ربطها بالشبكة القومية.
مصــــادر الطــاقة:
- يتمتع السودان بمصادر غنية للطاقة لإستخدامها فى التوليد الكهربائى، ففى مجال المصادر المائية فقد أثبتت الدراسات توافر أكثر من 5,250 ميقاوات بالسودان من نهر النيل وروافده الرئيسية يمكن إستغلالها بمجرد الحاجة إليها وتوفر التمويل لقيام السدود اللازمة لها، هذا عدا ما تم إستغلاله حتى الآن فى خزانات الروصيرص و سنار وخشم القربة ومروى وجبل أولياء. كذلك هناك ما يقارب 4,500 ميقاواط أخرى من أنهر صغيرة تعتبر غير ذات جدوى إقتصادية كبرى أو على النيل تسبب فى إغراق مساحات كبيرة للمناطق المتاخمة للسدود المقترحة.
إن كشوفات البترول الأخيره المستغل منها او تلك التى تعتبر مخزون تعتبر مصادر طاقة للتوليد الكهربائى بالسودان، حالياً فإن الهيئة تستخدم كل الوقود الثقيل المنتج من مصفاة الأبيض فى التوليد بمحطة الشهيد بالخرطوم بحرى كما تستخدم الجازولين وغاز البترول المسال المنتج من مصفاة الخرطوم فى التوليد بمجمع "قرى" وفى كل الشبكات المعزولة بالمدن البعيدة من الشبكة القومية.
معظم مشروعات التوليد الحراري الجاري إنشاؤها في الخطة الخمسية ستستخدم خام البترول لمحدودية الوقود الثقيل المنتج من الخام السوداني.
يتمتع السودان أيضاً بكميات معتبرة من الغاز الطبيعي فى سواحل البحر الأحمر، ً وتجرى حاليا دراسات مكثفة وعمليات تنقيب ، وسيستخدم فى التوليد الكهربائي والإستخدام المنزلي.
توجد بمناطق غرب و شرق السودان مياه جوفيه ساخنة يمكن ان تكون مصادر لإنتاج الطاقة الكهربائية، وقامت الهيئة ومنذ إعداد الخطة طويلة المدى في العام 1993 بتحديد أماكن هذه المصادر حيث تجرى حالياً الدراسات للاستفادة منها في توليد الكهرباء، هذا بالإضافة إلى طاقة الرياح حيث يعتبر السودان من الدول الغنية فيه خاصة في سواحل البحر الأحمر وشمال وغرب السودان وهناك مشروع تجريبي يجرى الأعداد لتنفيذه في مدينة "نيالا" بغرب السودان.
ولتنويع مصادر الطاقة فقد إتجهت الهيئة لاستخدام الفحم الحجري المستورد من الخارج حيث ترتب حالياً لقيام أول مشروع توليد كهربائي من هذا النوع بمدينة بور تسودان ويعكف مستشارون بريطانيون فى إجراء الدراسات لتوليد 1,500 ميقاواط على مراحل تتكون المرحلة الأولى منه من 500 ميقاواط في منطقة "أركياى" على بعد 70 كيلومتر من مدينة بورتسودان حيث يحوى المشروع ميناء خاص لإستقبال الفحم الحجري الوارد من الخارج.
ان الهيئة تنظر للربط الكهربائي مع دول الجوار كمصدر للطاقة الكهربائية حيث تمكنت الهيئة من إكمال الترتيبات للربط مع دولة إثيوبيا، كما أن السودان عضو فاعل ضمن مبادرة حوض النيل التي تخطط لإستغلال الطاقة المائية الضخمة في دول الحوض لربطها بسوق الإستهلاك المتوقع إن ينمو بصورة كبيرة في السودان على الأخص ومصر وجيبوتي وإريتريا، كما أن السودان عضو في سوق الطاقة لدول شرق أفريقيا حيث تعتبر دولة زائير ذات اكبر مخزون من الطاقة المائية غير مستغل ربما في العالم .
(الباب الخامس عشر)
بين الامس واليوم
كان انتاج الكهرباء لا يتجاوز(462) ميقاواط قبل مجيء الادارة الحالية للهيئة القومية للكهرباء في عام 2000 موزعة بين الدمازين وحري الجرارية وبري وكسلا وسنار , ان انتاج بعض هذه الوحدات لايكفي لانارة موقع واحد مثل برج الفاتح هذا في مجال الوليد وفي مجال النقل كان طول الشبكة في حدود (500) كيلومتر من الخطوط ...لتبدأ بعد ذلك ووفق نهج علمي - ظللنا نفتقر اليه كثيرا – وقد بدا ذلك التوجه بالخطة الخمسية 1999-2004 التي اهتمت بمعالجة اوضاع الهيئة في هياكلها ومواردها البشرية وطرق عملها بالاهتمام بالتخطيط وتم اعتماد ادارة للتخطيط الاستراتيجي واخري للتخطيط الشمولي بدلا عن ادارة التخطيط في الهيكل السابق ويري المهندس مكاوي محمد عوض مدير عام الهيئة القومية للكهرباء ان ذلك التوجه جاء حتي تتمكن الهئية من انتهاج الاساليب العلمية السليمة في اعداد الخطط القصيرة والمتوسطة والطويلة المدي لمنظومة الكهرباء علي مستوي القطر . , ويستدل المهندس مكاوي علي ان ما يخطط له من مشروعات وما كان ينفذ بانه دون الطموح فالخطة طويلة المدي الاولي التي اعدها الاستشاري ميرز آند مكلان مع المستشار سير الكسندر جيب وشركاؤهم في الفترة من 1979 وحتي العام 2000 جري خلالها تنفيذ مشروع الطاقة الثالث والرابع واضافة (180) ميقاواط في بحري الحرارية و(120) ميقاواط في الدمازين و(40) ميقاواط في بري ومشروعات التوليد بالولاياتوالتي كانت تسمي بمشروعات التسعة وقد جري تليصها الي اربع مدن بتمويل دنماركي بسعة اجمالية قدرها (23,1) ميقاواط في كل من واو عطبرة شندي والفاشر 363 ميقاواط فقط في فترة تتجاوز الثلاثين عاما واعقبتها شركة ايكرز لتقوم بتحديث الخطة السابقة باضافة 3,957 ميقاواط في الفترة 1993-2015 , غير انه لم يتم اضافة ميقاواط واحد من هذه الاستراتيجية لتقوم الهيئة القومية للكهرباء بوضع خطة خمسية 2006-2011 لتصل بالقدرة الانتاجية الي 5600 ميقاواط بانشاء محطات كوستي والفولة وام دباكر وامتداد بحري وبورتسودان وغيرها كما عملت الهيئة علي تمديد الشبكة الي دقلا وبورتسودان والابيض وكرن كرن بالاضافة الي خطوط ناقلة في طور الانشاء بطول يصل لي 4000كيلومتر واخري تم التعاقد علي انشائها بطول 2000 كيلومتر .
لم تقف طموحات تطوير الكهرباء بالبلاد والخروج بها للريف في حدود الخمسية وانما تجاوزتها الي لتنمية القطاع اعتبارا من 2010 في اعقاب ارتفاع معدلات نمو الاقتصاد الوطني وما ينتجه من تدفق لرؤوس الاموال علي البلاد لمشاريع التنمية المتعددة ولمقابلة احتياجات التوسع المرتقب في القطاعات السكنية والصناعية والخدمية .
ويري مدير الهيئة القومية للكهرباء امهندس مكاوي محمد عوضان تنمية قطاع الكهرباء لمقابلة التطورات الاقتصادية المرتقبة قد دفع بالهيئة للتعاقد مع شركة بي بي بور ( PB Pwer) البريطانية لاعادة تحديث الخطة طويلة المدي للفترة من 2006 حتي عام 2030 علي اساس ان تشمل استراتيجية الدولة تغطية 80% من البلاد بخدمات الكهرباء بحلول العام 2030 كما ان الخطة طويلة المدي تشير الي ان التوليد لمتوقع بنهاية الفترة سيصل الي 26,000 ستة وعشرون الف ميقاواط في حده الاقصي بمعدل زيادة توليد تعادل 20 ضعف التوليد المتاح حاليا وبتكلفة اجمالية تصل الي (30) مليار دولار .
بنظرة للواقع الراهن اليوم وما يشهده الريف من اعمال يؤكد ان ما تم انجازه خلال الاعوام الخمس الماضية يدخل في نطاق الاعجاز .
(الباب السادس عشر)
حديث الخبراء
دكتور بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان
سالت الدكتور بابكر محمد توم رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني والخبير الاقتصادي المعروف عن الدلالات الاقتصادية لانارة الريف فأجابني قائلا : (ان هذا الانداح الذي نشهده ولاول مرة في تاريخ البلاد يعتبر اكبر مشروع لتوزيع الدخل البلاد كبف لا وبوصول الطاقة الي تلك الاطراف البعيدة عن المركز والتي ظلت تشكو عدم وجود مصادر للدخل وكيف ظلت تشكو هجرة الابناء الباحثين عن العمل في اطراف المدن داخل وخارج السودان افتقار مناطقهم لسبل الانتاج ولغياب مشروعات التنمية , ان وصول الكهرباء يعني ان الشركات الوطنية ورؤوس الاموال الاجنبية ستتجه للاستثمار بهذه المناطق وبالتالي خلق فرص العمل ما يعني ان الحقبة القادمة ستشهد هجرات عكسية من المدن للريف , لقد بدات بشريات وصول الامداد الكهربائي في الحراك الاقتصادي الراهن فشبكات الكهرباء التي تجري حاليا قد خلقت العديد من فرص العمل , لقد قامت بالبلاد صناعة جديدة هي مصانع انتاج وتصنيع الاسلاك ولمبا كما هو الحال في مصانع جياد ومصنع صلاح ادم والممتاز وغيره ومصانع المحولات كما زاد الطلب علي الاسمنت والسيخ اللازمان لصناعة الاعمدة , كما برزت شركات وطنية تعمل في مجال التوصيلات مثل الشبارقة والدراش والبيم وغيرها وسنشهد المزيد من الشركات الوطنية , كما ستشهد الفترة القادمة بروز شركات فنية للعمل فيمجالات الصيانة وتوفير المعدات الاساسيى والاستهلاكية من مراوح ومكيفات وربما وصل الامر لقيام مثل هذه الصناعات والتوسع فيها لمقابلة الطلب المتزايد كل هذا الحراك له مردوده الايجابي ويعني ان مشروع انارة الريف سيساهم في مضاعفة الناتج الاجمالي وخلق في العمل خاصة العمالة افنية في مجال التوصيل للمنازل والمصانع .
وفي مجال الزراعة والتنمية الريقية فالسودان هو ثالث دولة مؤهلة لتوفير الغذاء بين دول العالم بحاجة لتحديث وسائل الري تطوير نظم الزراعة واستخدام الطاقة بدلا عن الجازولين يعني خفض التكلفة بنسبة تصل ال 30%وهذه النسبة كفيلة بتغيير نمط الزراعة التقليدية الي زراعة حديثة اعلي انتاجية وانتاجا خاصة ان 70% من اهل السودان يعملون بالزراعة .
ويمضي رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني الدكتور بابكر محمد نوم في الحديث قائلا ان مشروع انارة الريف يعني ضمان الاستقرار والتنمية الريفية خاصة ان الدولة وفرت التمويل الاصغر لكل النشطاء اقاتصاديا وبالتالي ستعود للزراعة جاذبيتها ليستقر المزارعون ليعملوا علي توفير الامن اغذائيخاصة في المناطق التي كانت تركز علي زراعة القطن والخضر والفاكهة. كما ان انارة الريف يعني نهاية التكدس بالمدن وجعل الريف مناطق انتاج واستقرار , ان الثروة الحيوانية المنتشرة في الريف لا يستفاد من البانها ولا لحومها بالمستوي المطلوب وتوفير الطاقة يمكن من انشاء مصانع الالبان والاجبانومشتقاتها كما ان وصول الكهرباء للقري والبلدات تجعل السكن بها امرا مقبولا لان وصول التيار يساهم في توفير باقي الخدمات , واذا كان الاطباء والمهندسين يشكون صعوبة العيش في الريف لعدم توفر الخدماتخاصة خدمات الكهرباء التي بدونها يستحيل العمل بالمستشفيات وبتوفر الطاقة فقد تم تزليل كل تلك العقبات كما ان ايصال الكهرباء لمناطق الريف يمثل مرحلة جديدة في تاريخ السودان هي مرحلة المشاركة العادلة في وفرة الخدمات وذهاب التهميش الي غير رجعة
الدكتور كامل ابراهيم حسن
استاذ الاقتصاد الزراعي بكلية الزراعة جاجمعة الخرطوم
الدكتور كامل ابراهيم حسن استاذ الاقتصاد الزراعي كلية الزراعة بجامعة الخرطوم والكاتب الساخر سالته عن المردود الاقتصادي لكهربة الريف فابتدر حديثه عن تجربة انارة بلدته الشوال فقال : عندما دخلت الكهرباء قرية الشوال – أم هي مدينة الشوال !؟- كانت الإنارة ليلية فقط من السادسة إلى العاشرة مساءاً ... بالطبع كان ذلك حدثاً بالغ الأهمية غيّر نمط الحياة في القرية التي كانت تنام مع الدجاج - أي عند مغيب الشمس ... لذلك كان النوم – وبالذات بالنسبة لشريحة الأطفال – بعد العاشرة يعتبر ) سهر وقهر ) وكانت له نتائجه السلبية الكثيرة ... فقد أصبح القوم لا يصحون مبكرين كما اعتادوا كما أصبح تلاميذ المدارس يتأخرون كثيراً عن طابور الصباح ... تمت كهربة الشوال أبان تولي الأخ عبد القادر علم الهدي ( الجفري ) لوظيفة نائب المحافظ في مدينة ربك وقد كان له دوراً بارزاً والقدح المعلي في تسهيل وتنفيذ الأمر ... وبدلاً من شكره – أي شكر الأخ جفري – يقال أن أحد سيدات الشوال دعت عليه بقولها :( شكيتو علي الله ود زينب كان قدّد عوينات وليداتنا بالسهر تلقاهم مجحمين في اللمبات لي أنصاص الليالي .. وبقينا كمان تفوتنا صلاة الصبح حاضر
تذكرت هذه الواقعة وانا اطالع مقالاتكم بصحيفة ( الصحافة ) عن الزيارات المكوكية التي جبتم فيها الريف السوداني شرقه وغربه والنيلين الأبيض والأزرق ومنطقة الجزيرة والمناقل متابعاً لمشروع كهربة الريف الذي تنفذه الهيئة القومية للكهرباء ... والتي مفادها بأن الكثير من قري تلك المناطق قد دخلتها فعلاً الكهرباء وبقية القرى سوف يأتي دورها قريباً ... وحسب إفادتكم فقد دخلت الكهرباء 523 قرية من قرى المناقل وقد جاء ذلك في مقال تحت عنوان ( 523 قرية بالمناقل تودع الظلام والفقر ) ... نقول ذلك رغم إعترافنا بأن الطاقة الكهربائية سوف تساعد – دون شك – في التنمية ولكنها أحد الدعامات فقط وبالتالي فلا يمكن لأحوال المواطنين المعيشية أن تتحسن بصورة تنهي الفقر وتقتلعه من جذوره لمجرد وجود الكهرباء في مكان ما ... إن للفقر أسباب كثيرة ولا يمكن أن نهزمه قبل أن ننجح في مقارعة تلك الأسباب والتصدي لها والعمل بجد لإزالتها ... وفي نفس الوقت نتسأل : هل يعني دخول الكهرباء تلك القرى ( السهر والقهر ) وتغيب التلاميذ عن الدراسة وعدم أداء المواطن لصلواته في مواقيتها كما كان في تجربة لشوال كما وصفتها خالتنا تلك ؟ بالطبع لا ... فإن توفير الطاقة من أهم شروط التنمية بكل نواحيها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ... الطاقة تلمس الزراعة النشاط الرئيسي في الريف كما تعني إنارة النوادي القروية ولا شك سوف تغير نمط الحياة الاجتماعية في القرى التي دخلتها ... والحال الآني يقول بضعف توفر هذه الطاقة إذ يقول تقرير ندوة الطاقات المتجددة المنعقدة في الفترة ما بين 24 – 25 فبراير 2008 والذي قدماه البحثان نور الله يسن أحمد ومنال بابكر الأمين الأتي : حازت تقنيات الطاقة الجديدة والمتجددة اهتماماً مميزاً من الدول النامية لمقابلة احتياجات الطاقة الضرورية لتنمية الريف . والسودان كغيره من الدول النامية أبدي ذات الاهتمام لنشر تقنيات الطاقة المتجددة لمقابلة احتياجات استخدام الريف من الطاقة . تتميز استخدامات الطاقة بالريف بأنها ذات إستهلاك منخفض يتراوح ما بين 5 إلى 10 كيلوواط . وتنحصر هذه الإستخدامات في الإنارة , التبريد , التلفزيون , الراديو ... الخ ) ... بالطبع يمكن سد الفجوة بين الإمداد الكهربائي والإحتياجات الحقيقية عن طريق تقنيات بديلة كالطاقة الشمسية أو طاقة الغاز الحيوي أو مولدات الديزل ... ولكن تكلفة هذه البدائل كثيراً ما تقف حائلاً دون إنتشارها والتوسع في إستخدامها ... وقد قامت الدراسة المُشار إليها بإجراء مفاضلة بين تلك البدائل من حيث التكلفة وخرجت بنتائج نلخصها في الجدول أدناه : مقارنة التكلفة الرأسية وتكاليف التشغيل ( بالجنيه السوداني ) التكلفة المالية مولد الديزل الطاقة الشمسية وحدة غاز حيوي التكلفة الرأسية 5800 51926 25000 تكلفة التشغيل 67150 6574 25526 التكلفة الكلية 72950 58500 50526 .
عموما ان انارة الريف قطعا سوف تساهم وبدرجة كبيرة في تنمية الريف اذا تم استغلالها بالصورة المثلي علي ان تسبق ذلك مراجعة مجمل السياسات الاقتصادية حتي تغدو الزراعة وكافة الانشطة الاقتصادية مشجعة للانتاج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق